أثر التسامح على الفرد والمجتمع وأهم مظاهره في الإسلام، إن مبدأ التسامح أساسه قائم على عبارة جميلة وهي “عش واترك الآخرين يعيشوا”، حيث نجد أن العالم يتنوع في الثقافات والعادات والتقاليد والمُعتقدات الدينية، إضافة الى الاختلاف في اللغة وطريقة اللبس والطعام وغيره، وفي ظل هذا الاختلاف ينبغي على البشر تقبل الجماعات والانسجام المُتبادل معها، سنوضح لكم في هذا المقال أثر التسامح على الفرد والمجتمع وأهم مظاهره في الإسلام.
تعريف التسامح
يُعبر عن مفهوم التسامح بأنه احترام الآخرين والقبول وتقبل الاختلاف الثقافي في العالم، كما أنه يعني تقبل كافة أشكال التعبير، يقوم التسامح على تعزيز الانفتاح والاتصال بين العوالم المُختلفة، يُعتبر التسامح واجب أخلاقي، الى جانب أنه واجب سياسي وقانوني، وهو يُعبر عن قيم السلام
كما يُقصد بالتسامح الإقرار بحقوق الإنسان والحُريات العالمية المُتنوعة، ولا يعني التسامح أن يتخلى الإنسان أو يتهاون أو يتنازل عن مُعتقداته، أو أن يتقبل الظلم، بل يعني أن يتمسك الإنسان بمُعتقداته ويتقبل تمسك الآخرين بمُعتقداتهم.
شاهد ايضاً: أثر الإيمان بالله والملائكة في حياة الفرد والمجتمع في 6 نقاط
أثر التسامح على الفرد والمجتمع
إن تقبل آراء الآخرين وحُرياتهم، وقبول الاختلافات والثقافات المُتنوعة والمُعتقدات المُختلفة في العالم، لها أثراً إيجابياً كبيراً على الفرد وعلى المجتمع على حد سواء، حيث يثساهم المُجتمع في تعزيز قيم المُجتمعات وبنائها، بالاضافة الى تعزيز قيم السلام ورفض الحروب والنزاعات، كما أنها تجعل الفرد مُتسامحاً مُتحاباً مع غيره، وفي النقاط التالية نعرض لكم أثر التسامح على الفرد والمجتمع:
- عندما يتحلى أفراد المُجتمع بالتسامح، فإن ذلك يُساهم في ارتقاء المجتمع ورقيه.
- يُكسب التسامح الفرد صفة العفو، ويجعله يتجنب إساءة الآخرين.
- يُساهم التسامح في نشر المحبة والود بين أفراد المجتمع.
- بناء جيل يتصف بالتسامح والسلام الروحي، يتقبل الاختلاف من حوله.
- يُساهم التسامح في خلق جو يخلو من العُنصرية العرقية والدينية، بعيداً عن التعصب والحقد والكراهية والجهل والبغض، يسوده العدل والمساواة.
- كسب رضا الله سبحانه وتعالى، حيث بشر الله تعالى المُتسامحين بالأجر والثواب العظيم، حيث قال تعالى: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}.
- يُساهم التسامح في تقوية الروابط الاجتماعية بين أفراد المجتمع.
- إحلال ثقافة السلام محل ثقافة الحرب.
مظاهر التسامح في الإسلام
حث الدين الإسلامي على التسامح، حيث أنه من الصفات الجميلة التي يتصف بها المسلمين، ويظهر ذلك بشكل واضح في عقيدة التوحيد التي تربطهم، حيث قال تعالى في كتابه الكريم: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}، ومن أبرز مظاهر التسامح في الإسلام هو ما يلي:
- فرض الزكاة على المُسلمين، والتي تُعتبر الركن الثالث من أركان الدين الإسلامي، وفيها مؤازرة الغني لأخيه الفقير.
- التواصي والتناصح، حيث يشعر الفرد المُسلم بأنه مسؤول عن الآخرين، يجب عليه تقديم النصيحة لهم، مما يعمل على تطهير المُجتمع من كُل ما يمكن أن يمس عفته وطهارته.
- العدل والمساواة بين أفراد المُجتمع المسلم، سواء الغني أو الفقير، سواء كانت عدالة اجتماعية أو اقتصادية أو قانونية.
- ومن مظاهر التسامح عند فتح مكة، عندما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، مَا تُرَوْنَ أَنِّي فَاعِلٌ فِيكُمْ؟ قَالُوا: خَيْرًا، أَخٌ كَرِيمٌ، وَابْنُ أَخٍ كَرِيمٍ، قَالَ:اذْهَبُوا فَأَنْتُمْ الطُّلَقَاءُ”.
شاهد ايضاً: ما أثر البيئة على سلوك الإنسان سلبياً وإيجابياً
إذاً فإن التسامح من القيم الجميلة، والتي يُقر فيها كُل فرد في العالم ويتقبل الاختلاف بين البشر، سواء في المظهر أو اللغة أو القيم، حيث أن لجميع البشر الحق في العيش بسلام، وأن لا تُفرض عليهم الآراء من الآخرين، وبذلك نكون قد وضحنا لكم أثر التسامح على الفرد والمجتمع وأهم مظاهره في الإسلام.