تفسير آية الله نور السماوات والأرض مع الإعجاز العلمي في الآية لابن كثير، يعتبر علم التفسير احد اهم العلوم التي ساعدت الانسان في فهم القرآن الكريم، فيأتي التفسير موضحا ومفسرا للألفاظ.
ليكون علم يرشد ويدل الى الفهم الصحيح لكلام الله عز وجل، ويكون أيضا علم موضحا معاني القرآن، ومساعدا في استخراج ما به من احكام وحكم، ولنتعرف في سطور مقالنا على تفسير آية الله نور السماوات والأرض من سورة النور بحسب تفسير ابن كثير.
تفسير آية الله نور السماوات والأرض
جاء في تفسير الآية لابن كثير، عن علي بن ابي طلحة، قال ابن عباس “الله نور السماوات والأرض”، أي انه يهدي من في السماوات والأرض، يدبر أمر كل ما يجري في الأرض والسماء من نجومهما وشمسهما وأقمارهما.
وجاء أيضا عن أنس بن مالك ان الله في الآية يقول نوري هدى، وبحسب قول ابي بن كعب انه المؤمن الذي وضع الله في جوفه القرآن والايمان، ليضرب به مثل بقوله الآية، ليبدأ بنور نفسه ثم يتبعه بنور المؤمن ليقول بذلك مثل نور من آمن به، دالا بذلك على المؤمن.
تفسير قول تعالى مثل نوره كمشكاة
جاء أمران في الهاء الضمير، الأول انه يرجع لله تعالى ليصبح الامر مثل هداه في قلب المؤمن قاله ابن عباس “كمشكاة”، بينما جاء القول الأمر الثاني على ان الضمير يعود على المؤمن الذي يوجد في قلبه مشكاة، ليشبه بذلك قلب المؤمن وما جبل عليه من هدى، وما يكتسبه من هدى مشابه لما جبل عليه
وذلك تبعا لقوله تعالى “أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه”، فجاء هنا التشبيه على ان نقاء قلب المؤمن مثل الزجاج الشفاف، وما يهديه ويدله من الشرع والقرآن تم تشبيهه بالزيت الصافي الذي لا شوائب فيه.
المقصود في “كمشكاة” هنا انها مكان الفتيلة في القنديل، ليأتي بعدها “فيها مصباح” المقصود منها الذبالة التي تضيء، لكن بلغة الحبشة قال مجاهد انها الكوة وآخرون قالوا انها الكوة التي لا منفذ منها.
وجاء مجاهد ليقول ان المشكاة الحديدة التي يتم تعليق المشكاة فيها، لكن لنأخذ في القول الأول كونه أولى أي ان المشكاة تكون مكان وضع الفتيلة من القنديل، لذلك أتبعها بقوله “فيها مصباح” أي يقصد ما في الذبالة من نور، وفي الخلاصة ان المصباح النور يقصد به القرآن والإيمان الموجود في الصدر، بينما السدي هو السراج.
“المصباح في زجاجة” والمقصود به ان ذلك الضوء المشرق موجود في زجاجة صافية وهي كقلب المؤمن، “الزجاجة كأنها كوكب ذري” أي انها كوكب مضيء .
“يوقد من شجرة مباركة” والشجرة المباركة هنا شجرة الزيتون، “زيتونة” جاءت بدل او عطف بيان، “لا شرقية ولا غربية” أي انها غير موجودة في جزء الأرض الشرقي أي ان الشمس لا تصل لها في اول النهار.
ولا في الغرب أي لا يصل لها شمس الغروب، لكنها موجودة في مكان منتصف الأرض تضرب بها الشمس من اول النهار حتى آخره، لذلك يكون زيتها صافيا ومشرقا.
“زيتونة لا شرقية ولا غربية” بحسب ابن عباس انها شجرة في الصحراء لا يطولها شجر ولا حجر حتى يظلها، ويكون هذا افضل من اجل زيتها، بينما عكرمة جاء بأنها في أرض فلاة فيصلها شمس الشروق والغروب.
“زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء” قال ابن جرير ان الشمس تصيبها عند مشرقيها وعند مغربها فتنتج اجود الزيت، وجاء الضحاك بمقولة “يوقد من شجرة مباركة” أي رجل صالح “زيتونة لا شرقية ولا غربية” أي انه ليس بيهودي ولا بنصراني.
ولكن الأولى في ذلك انها شجرة في مستوى الأرض، أي مكانها واسع تضربه الشمس طوال النهار ليأتي زيتها نظيف وصافي، ليقول تعالى “يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار” ويقصد به ضوء اشراق الزيت.
“نور على نور” ويقصد به بحسب ابن عباس نور العبد وعمله، “نور على نور” فقال ابي بن كعب ان المؤمن يوجد في خمسة من النور، أولهما كلامه من نور، وعمله من نور، ومدخله من نور، ومخرجه من نور، ومصيره الى النور أي يوم القيامة الى الجنة.
“يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار” وهنا المقصود محمد -صلى الله عليه وسلم- انه حتى لو لم يتحدث يبين للناس انه نبي، مثل ذلك الزيت الذي يوشك على الإضاءة، وقال السدي في “نور على نور” أي كل من نور النار ونور الزيت عند اجتماعهما يضيئا ولا يضيء احدهما دون الآخر.
مثل نور الايمان ونور القرءان لا يكون احدهما دون صاحبه، “يهدي الله لنوره من يشاء” المقصود ان الله يدل من يريد من عباده للهدى، “ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم” ختم الله الآية بذلك بعدما ذكر نور هداه داخل المؤمن، أي ان علمه اكثر فيمن يستحق الهدى ومن يستحق الضلال من عباده.
شاهد أيضاً: آية الكرسي كاملة مكتوبة وفضل قراءة آية الكرسي
الاعجاز العلمي في آية الله نور السماوات والأرض لابن كثير
قول الله تعالى “يوقد من شجرة مباركة” هنا سمى الله تعالى زيت الزيتون على انه وقود، يمد جسم الانسان بالطاقة، ووفقا للإعجاز العلمي في القرءان ان العلماء تبينوا وجود عدد من الفوائد في الزيت الزيتون، ومن احداها ان الانسان لو اخذ مئة غرام منه كأنه تناول نصف حاجته من الغذاء اليومي.
ومن احد خصائص الزيت انه مادة ليست مشبعة، أي انها تلتهم الدهن العالق في الدم، وما يسمى بتصلب الشرايين سببه تراكم الدهون في جداره ليتعب بذلك القلب، لكن الزيت معالج لذلك.
كما ان الزيت يلين الشرايين ليخلص الدم من الدهون العالقة فيه، ويختلف عن الدهون الحيوانية لكونه احد الدهون الغير مشبعة، وتكون الدهون الحيوانية سبب لتكون الدهون في الشرايين وبالتالي يجهد القلب.
فقال تعالى “وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين” وأوضح الرسول فوائد الزيت لقوله: كلو الزيت وادهنوا به فانه من شجرة مباركة، وفي ذلك اعجاز على علم النبي آنذاك قبل تطور العلوم، عن فوائد الزيت، ودليل على الاعجاز في القرآن والسنة.
شاهد أيضاً: ترتيب سور القرآن الكريم في المصحف
من هو ابن كثير
عرف على انه إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضو بن كثير بن درع، الامام القرشي الحافظ، والذي يكنى بابي الفداء شهر بابن كثير، يرجع لأهل حصلة، ولد في سبعمائة وواحد للهجرة في قرية مجدل تتواجد في مدينة بصرى، يكون والده شهاب الدين توفي بعد ولادة إسماعيل في عام سبعمئة وثلاثة للهجرة.
تفسير آية الله نور السماوات والأرض مع الإعجاز العلمي في الآية لابن كثير، يزخر القرآن الكريم بالعديد من الكلمات والأحكام والدلائل التي تحتاج الى إيضاح وتفسير، كما انه يشتمل على مواضع يوجد فيها اعجاز علمي، ووجد العديد من المفسرين كأمثال بن كثير موضحين للعديد من الجوانب في القرآن.