داووا مرضاكم بالصدقة

الأحكام والمقاصد الإسلامية لم تشرع عبثًا، وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم فقال داووا مرضاكم بالصدقة، وذلك لما للصدقة من عظم الأجر عند الله عز وجل، هذا إلى جانب الأثر الجلي في حياة صاحبها، فالصدقة تؤتي بثمارها التي أخرجت من أجلها من فك كرب وشفاء مريض ولو بعد حين.

داووا مرضاكم بالصدقة ابن عثيمين

داووا مرضاكم بالصدقة ابن عثيمين
داووا مرضاكم بالصدقة ابن عثيمين

داووا مرضاكم بالصدقة

  • عندما يتعرض الإنسان لموقف ما لا يعرف كيف يتصرف فيه، أو يجد حكمًا يجهله، يسارع إلى سؤال العلماء.
  • ولمكانة ابن عثيمين بين العلماء، نرى أن الكثيرون يرغبون في معرفة رأيه بشأن جواز الصدقة بنية الشفاء.
  •  ولهذا علينا القول أن كثير من الأئمة والعلماء وعلى رأسهم ابن عثيمين أجازوا إخراج الصدقة من أجل الشفاء من المرض.
  • سواء أخرجها الشخص لشفاء نفسه أو حتى شفاء أي شخص غيره.

صحة حديث داووا مرضاكم بالصدقة

صحة حديث داووا مرضاكم بالصدقة
صحة حديث داووا مرضاكم بالصدقة
  • في خضم الأيام التي انتشرت فيها الأحاديث الضعيفة والمنسوبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، نرى أن السؤال حول مدى صحة حديث( داووا مرضاكم بالصدقة) كثير جدًا.
  • هذا وينبغي ذكر أن  الإمام الألباني أضعف هذا الحديث في ضعيف الترغيب.
  • وقال غيره أنه مرسل، والأصل في المرسل ضعيف.
  • كما أن أسانيد العلماء مثل: الطبراني والبيهقي لا توثقه، لأنه وكما قال أهل العلم من العلماء ضعيف السند.
  • ولقد استخدم الكثير هذا الحديث من أجل الترغيب بإخراج الصدقات، ومنهم ابن مفلح، وابن الحاج.

اقرأ: صنائع المعروف تقي مصارع السوء

داووا مرضاكم بالصدقة أهل الحديث

داووا مرضاكم بالصدقة أهل الحديث
داووا مرضاكم بالصدقة أهل الحديث
  • روى أن النبي صل الله عليه وسلم قال: حرزوا أموالكم بالزكاة وداووا مرضاكم بالصدقة، وادفعوا عنكم طوارق البلاء بالدعاء.
  • نجد أنه في ملتقى أهل الحديث ذكر ابن أبي حاتم في علله أن أباه  قد ذكر أن هذا الحديث منكر.
  •  وإلى هذا الرأي مال الطبراني فضعف الحديث وأنكره.
  • أما حديث أبي أمامه رضي الله عنه أن النبي صل الله عليه وسلم قال: حصنوا أموالكم بالزكاة وداووا مرضاكم بالصدقة، واستقبلوا أمواج البلاء بالدعاء.
  • فقد قال فيه أهل الحديث أنه لا يصح أخذه كدليل والاحتجاج به بأي حال من الأحوال.
  • وحديث ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صل الله عليه وسلم قال: داووا مرضاكم بالصدقة، فإن الصدقة تدفع عن الأعراض والأموال، وقد أنكره البيهقي.

داووا مرضاكم بالصدقة الدرر السنية

داووا مرضاكم بالصدقة الدرر السنية
داووا مرضاكم بالصدقة الدرر السنية

داووا مرضاكم بالصدقة

ورد في الدرر السنية عدة أحاديث تختلف في اللفظ تتفق في المعنى، فعمدنا إلى ذكر بعضها بالإضافة إلى حكم المحدث فيها وهي كما يأتي:

  • حصنوا أموالكم بالزكاة، وداووا مرضاكم بالصدقة، وأعدوا للبلاء الدعاء، رواه عبد الله بن مسعود، وحكمه ضعيف.
  • إن لكل يوم نحسا فادفعوا نحس هذا اليوم بالصدقة، رواه أنس بن مالك، ومحدثه الألباني، وحكمه منكر.
  • من الصدقة أن يعلم الرجل العلم فيعمل به ويعلمه، رواه الحسن البصري، ومحدثه الألباني، وحكمه ضعيف.
  • سوء الخلق شؤم، وحسن الملكة نماء، والصدقة تدفع وتزيل ميتة السوء، رواه رافع الجهني، ومحدثه الألباني، وحكمه ضعيف.
  • داووا مرضاكم بالصدقة، وحصنوا أموالكم بالزكاة، تدفع عنكم الأعراض والأمراض، رواه عبد الله بن عمر، ومحدثه الألباني، وحكمه ضعيف.
  • إن الصدقة يبتغى بها وجه الله، وإن الهدية يبتغى بها وجه الرسول وقضاء الحاجة، رواه عبد الرحمن بن علقمه، ومحدثه الألباني، وحكم المحدث أنه ضعيف.

حديث داووا مرضاكم بالصدقة وصحته في إسلام ويب

حديث داووا مرضاكم بالصدقة وصحته في إسلام ويب
حديث داووا مرضاكم بالصدقة وصحته في إسلام ويب

أما ما ذكر في إسلام ويب كإجابة على أحد السائلين بشأن صحة حديث داووا مرضاكم بالصدقة، فكانت الإجابة كما يأتي:

  • حديث داووا مرضاكم بالصدقة حسنه الألباني وأجازه في صحيح الجامع وصحيح الترغيب، وضعفه في ضعيف الترغيب؛ لأنه يضم جملة داووا مرضاكم بالصدقة مع جمل أخرى.
  • كما ضعف الإمام الألباني حديثا آخر يحتوي على جملة داووا مرضاكم بالصدقة من رواية الطبراني والبيهقي، وهذا الحديث هو حصنوا أموالكم بالزكاة، داووا مرضاكم بالصدقة، وأعدوا للبلاء الدعاء، قال عنه الألباني ضعيف جدا.
  • ولقد كتب الغماري رسالة كاملة عن الحديث وحكم عليه بالصحة، وسمى رسالته الزواجر الملفقة لمنكر التداوي بالصدقة.
  • وهذا كله لا ينفي الصدقة وأثرها ومشروعيتها، فلقد حثنا ديننا على التصدق قدر استطاعتنا.
  • وهذا من أكبر الأدلة على أن الصدقة مستحبة من أجل دفع الضرر والبلاء.
  • فالصدقة تطفئ غضب الله عز وجل.
  • ولقد ذكر المولى الكريم في كتابه أن الإنسان بعد موته حينما يرغب في العودة مرة أخرى يقول ربي أرجعني أعمل صالحا لما علم من أثر وعظم أجر الصدقة.