موقف الصحابة من الشعر في عهد الخلفاء الراشدين

موقف الصحابة من الشعر في عهد الخلفاء الراشدين، منذ مجئ الإسلام وتولي الخلافة الإسلامية، حدثت نقلات نوعية بين القبائل، وتغيرات معالم حياتية كثيرة، حتي وصل فحوة ونور الإسلام إلي قلوب الشعراء في ذلك العهد، فقد قل كتابة الشعر والروايات في هذا العهد

وأصبح الشعراء متأثرين بكتابة أشعارهم بالقرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، واقتصر فيها الشعراء على كتابة أشعار المدح والثناء والهجاء، وتجنب الشعر الصريح، والتحلي بحروف الشعر العفيفة الإسلامية، واليوم سنعرض إليكم موقف الإسلام والصحابة من الشعر في عهد الخلافة الراشدية.

موقف الصحابة من الشعر في عهد الخلفاء الراشدين
موقف الصحابة من الشعر في عهد الخلفاء الراشدين

الخطابة في عهد الخلفاء الراشدين

الخطابة في عهد الخلفاء الراشدين
الخطابة في عهد الخلفاء الراشدين

الخطابة فن إلقاء الخطب أمام الناس، من أجل نقل العبر والمواعظ،،بهدف إيصال غاية اسلامية سامية، حيث يكون لدي الخطيب أسلوب مميز ومتناغم وله القدرة على التأثير على الناس في كلامه واختيار ألفاظه بكل ييسر وسهوله.

فالخطابة في عهد الخلفاء الراشدين كانت تحظي بأهمية كبيرة، وبلغت الذروة المرموقة، فلم تقصر على خطب أبام الجمعة، ولكنها امتدت لفض الحروب والفتن، وكانت الخطابة واختيار الألفاظ والعبارات فيها اجتهاداً من الخلفاء حتي عهد الرشيد والمأمون.

وبعد ذلك أصبحت توكل لشخص حتي أصبحت في تراجع إلي زمننا هذا، والخطابة في عهد الخلفاء أهم ما يميزها كانت تتحلي بالطابع الديني متأثرة بالقرآن الكريم والأحاديث الشريفة، هدفها الدعوة الي تنمية الأخلاق الإسلامية السامية، وتجنب الفواحش والتقرب لله بالأعمال الصالحة والتقوي.

ثم اتسعت دائرة الخطابة حتي أصبحت تهتم بالتعاليم والمبادئ والمعتقدات، وما يميز الخطابة إبتعادها عن التكلف والصنعة والإكثار في الإقتباس، ومن أشهر الخطباء في العصر الإسلامي أبو بكر الصديق، الأحنف بن قيس، واصل بن عطاء، الحسن البصري.

قد يهمك: أفضل الشعراء العرب في الغزل على مر التاريخ في الجاهلية

رسائل الخلفاء الراشدين

رسائل الخلفاء الراشدين
رسائل الخلفاء الراشدين
موقف الصحابة من الشعر في عهد الخلفاء الراشدين
موقف الصحابة من الشعر في عهد الخلفاء الراشدين

في حين إزادت اهمية الكتابة والتدوين في عهد الخلفاء الراشدين، بهدف تنظيم الحياة، وتوجيه الناس، فكان مضمون الرسائل في الخلافة الراشدية تتمحور في الحروب، وخاصة حرب الردة في عهد أبي بكر الصديق، والرسائل التي كتبت في خلافة عمر بن الخطاب:

رسالة عمر بن الخطاب إلى عامله أبي موسى الأشعري”بسم الله الرحمن الرحيم، من عبد الله عمر أمير المؤمنين، إلى عبد الله بن قيس ( أبي موسى الأشعري)، سلام عليك، أمَّا بَعْدُ، فإنَّ القضاء فريضة محكمة وسُنَّة مُتَّبَعة، فافهم إذا أُدْلِيَ إليك

فإنَّه لا ينفع تكلُّم بحقٍّ لا نَفَاذَ له، آسِ بين الناس في مجلسك ووجهك وعدلك؛ حتى لا يطمع شريف في حَيْفِك، ولا يخاف ضعيف جَوْرَك، البيِّنَة على مَنِ ادَّعى، واليمين على من أنكر، الصلح جائز بين المسلمين إلاَّ صلحًا أحلَّ حرامًا أو حرَّم حلالاً

لا يمنعك قضاءٌ قضيتَه بالأمس راجعتَ فيه نفسك وهُدِيتَ فيه لرشدك أنْ تُرَاجع الحقَّ، فإنَّ الحقَّ قديم، وإنَّ الحقَّ لا يبطله شيء، ومراجعة الحقِّ خير من التمادي في الباطل.

أشعار الخلفاء الراشدين

أشعار الخلفاء الراشدين
أشعار الخلفاء الراشدين
موقف الصحابة من الشعر في عهد الخلفاء الراشدين
موقف الصحابة من الشعر في عهد الخلفاء الراشدين

الشعر في عهد الراشدين لم يكون معارضاً للشعر، حيث كان الخلفاء الراشدين لا يرون هناك مضرة من قول الشعر بألسنتهم وقولهم، وطلق كلماتهم الحماسية في الحروب وفص النزاعات والفتن، كما إهتم الكثير من الشعراء ا بقضية الحروب في أشعارهم أهمية خاصة، ومن أعظم ما قاله في وصف الحرب:

الحربُ أوَّلُ ما تكونُ فتيةً

تسعى بزينتها لكل جهول

حتَّى إذا حميتْ وشبَّ ضرامُها

عادتْ عجوزًا غير ذاتِ حليلِ

شمطاءُ جزَّتْ رأسها وتنكَّرتْ

مكروهة الشَّمِّ والتَّقبيلِ

من شعرهم في المدح قول أبي الطَّمحان يمدح يزيد بن عبد الملك

يكادُ الغمامُ الغرُّ يرعدُ أن رأى

مُحيَّا ابنِ مروان وينهلُّ بارقُه

يظلُّ فتيتَ المسلكِ في رونقِ الضُّحى

تسيلُ بهِ أصداغُه ومفارقُه

من شعرهم في الهجاء ما قاله فضالة بن شريك يهجو عاصم بن عمر بن الخطَّاب -رضي الله عنه-:

فلولا يدُ الفاروقِ قلَّدتُ عاصمًا

مطوَّقةً يخزى بها في المواسمِ

ما هو موقف القرآن الكريم من الشعر

ما هو موقف القرآن الكريم من الشعر
ما هو موقف القرآن الكريم من الشعر
موقف الصحابة من الشعر في عهد الخلفاء الراشدين
موقف الصحابة من الشعر في عهد الخلفاء الراشدين

لم يأتي القرآن منافياً ومعارضاً للشعر، فقد كان الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام يهتم بالشعر والشعراء، في حين أن الشعر في العهد الاسلامي كان يعتبر احدي وأهم الحجج، والتي أثبتت الإعجاز القراني، والقرآن الكريم، شجع الشعر والشعراء

ورفض الشعر الذي يتخلله اللهو والفجور، وهناك أيات قرآنية تثبت موقفها الصريح للشعر في قوله تعالى: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ}، وقوله تعالى: {إنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ}.

موقف الرسول من الشعر

موقف الرسول من الشعر
موقف الرسول من الشعر
موقف الصحابة من الشعر في عهد الخلفاء الراشدين
موقف الصحابة من الشعر في عهد الخلفاء الراشدين

شجع الرسول الشعر في عهد الفتوحات الإسلامية، لما كان له من مكانة في ذلك العهد، فقد كان شعراء المشركين والكفار يشنون حرب أدبية وشعرية ويهجون فيها المسلمين في حروبهم، مما ادي إلي مقابلتهم بنفس حروبهم الأدبية، وبدأت مناظراتهم الشعرية في السيف والرمح والقتال

فقد شجعهم الرسول وكان له موقف واضح من خلال مخاطبتهم بنفس أسلوب الشعر والهجاء، الذي لم يتعارض مع الدين الإسلامي، وفي قول الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام”ما يمنع القوم الذين نصروا رسول الله صلَ الله عليه وسلم بسلاحهم أن ينصروه بألسنتهم”.

من هم الشعراء الذين مدحوا الخلفاء الراشدين

من هم الشعراء الذين مدحوا الخلفاء الراشدين
من هم الشعراء الذين مدحوا الخلفاء الراشدين
موقف الصحابة من الشعر في عهد الخلفاء الراشدين

الشعر في عهد الخلفاء الراشدين حظي بمكانة عالية، والشعراء تميزو في ذلك العهد عن غيرهم، في حين كتب الشعراء الكثير من أشعارهم عن الحرب والسيف من مدح وثناء وهجاء، كما وحظي الخلفاء الراشدين بمدح الشعراء والثناء لهم، ببطولاتهم في الحروب والفتوحات الإسلامية

ومن ابرز الشعراء الذين مدحو الخلفاء الراشدين، الصحابي عبد الله بن رواحة، الصحابي كعب بن مالك، الصحابي حسان بن ثابت، الصحابي كعب بن زهير، يوسف النبهاني، الفرزدق.

موقف الإسلام من الشعر

موقف الإسلام من الشعر
موقف الإسلام من الشعر

لم يرفض الإسلام الشعر من فن المدح والرثاء وفنون الهجاء، ولكن رفض الكذب الذي يتسلل شعر المشركين والكفار، والشعر الذي يتعرض فيه لأشياء تمس أعراض الناس، التذمر والأذية وإهانة الشعراء الشرفاء، ولكن لم يقف الإسلام معارضاً للشعر والشعراء في العهد الإسلامي، وحظي بمكانة عظيمة في كل التوجهات الإسلامية الهادفة.

موقف الصحابة من الشعر في عهد الخلفاء الراشدين، لقد كان الشعر في العهد الإسلامي والخلافة الراشدية، الفن المسيطر على أغلبية الحياة السائدة، حيث كان يقوم على كتابة وتدوين الحياة العربية في ذلك العهد من حروب وشؤون حياتية، بإعتباره  من أدب العقيدة الإسلامية.