الولد للفراش وللعاهر الحجر هل هذا حديث نبوي وماذا يعني كلمة الحجر هل المقصود بها الرجم وهي العقوبة الشرعية للزاني المحصن سواء الرجال أو السيدات، وما هي قصة حديث الولد للفراش كل هذا سوف نجيب عنه بالتفصيل من موقع دار الإفتاء.
صحيح البخاري الولد لِلْفِرَاشِ
عن عبدِ اللهِ بنِ عَمرِو بنِ العاصِ قال: قام رَجُلٌ، فقال: يا رسولَ اللهِ، إنَّ فُلانًا ابنِي عاهَرْتُ بأُمِّهِ في الجاهليَّةِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لا دِعوةَ في الإسلامِ، ذَهَبَ أمْرُ الجاهليَّةِ، الولدُ للفِراشِ، وللعاهِرِ الحَجَرُ.
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم: 2274 | خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح
قد أشار العلماء إلى أن معنى الحديث يكمن في الآتي:
- الولد الذي يأتي من زواج شرعي بين سيدة وزوجها ينسب إلى صاحب الفراش إي إلى الأب صاحب هذا الفراش.
- أما معنى للعاهر الحجر لا يعني هنا الرجم وهو حد الزنا، لكن المقصود به هو الخيبة والتراب، ولكن ما يقال هو تطبيق حد الزنا وهو الرجم فهي أقوال ضعيفة.
- حيث أن ليس كل من يزني عقوبته الرجم لكن هناك عقوبة الجلد وذلك على من يزني وهو غير متزوج، وقد جاء الحديث وغير من العادات والتقاليد الجاهلية حيث قد كان يتم نسب الولد إلى الزاني، لكن الحديث الشريف أشار إلى ثبوت النسب للوالد أي صاحب الفراش.
الولد لِلْفِرَاشِ دار الإفتاء
اتفق كافة الفقهاء والعلماء على أن ولد الزنا يثبت النسب إلى الأم فهو أمر طبيعي، لكن لا ينسب إلى الزاني وقد جاء ذلك في حديث الرسول صل الله عليه وسلم :” «الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ» متفق عليه؛ فيفهم منه أن الولد ينسب للزوج الذي ولد على فراشه.
ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة إلى عدم ثبوت نسب ولد الزنا للزاني، “تبيين الحقائق”
وقد أكدت دار الافتاء في نهاية بيانها حول الولد للفراش بأنه لا يجوز نسب ولد الزنا إلى ابيه حتى وإن اقر أنه ابنه من الزنا، حيث أن ماء الزنا هدر وبذلك لا ينسب سوى للأب الذي ولد على فراشه وهو أمر منتهي ليس فيه جدال.
الحكمة من الولد للفراش
قد جاءت الإجابة من دار الإفتاء حول الحكمة من الولد للفراش وذلك كالآتي
- الولد يكون للفراش إذا ولد على فراش الزوج ولم يستطع الزوج القطع بأن هذا الولد ليس منه هنا ينسب إليه.
- حيث أن السيدة إذا زنت وهي عصمة زوجها لا يمكن الجزم أن الولد من الشخص الزاني، كذلك يجب الاثبات بالقرائن أن الولد ليس من الزوج وكذلك إثبات الزنا على الزوجة.
- يأتي الحكمة من ذلك أن هذا الأمر فيه ستر وحفظ للأشخاص وضمان الحقوق من الضياع وهو أمر مثبت في السنة النبوية.
قصة حديث الولد لِلْفِرَاشِ
يوجد العديد من القصص المختلفة التي ذكرت حول قصة حديث الولد للفراش ومن بينها ما جاء في كتب السنة للبخاري وهي: أن سعد بن أبي وقاص وعبد بن زمعة رضي الله عنهما قد اختلفا في ثبوت نسب أحد الولاد، فقال سعد أن هذا الولد وهو ولد اخيه عتبة أما عبد بن زمعة كان يقول أن هذا الولد هو أخيه وابن أخيه من امته وليدة وقد ولد على فراش والده.
وقد ذهبا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم واحتكما وقد رأى النبي الشبه الذي بين الولد وبين عبد بن زمعة فقضي به إليه وقال قال الرسول صل الله عليه وسلم أن الولد للفراش وللعاهر الحجر.
وهناك رواية أخرى وهي رواية عبد الرازق وتقول:
كانت القسامة في الجاهلية في الدم وفي الرجل يولد على فراشه فدعيه رجل آخر فيقسمون عليه خمسين يميناً قسامة الدم فيذهبون به، فلما أن حج رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال له العباس بن عبد المطلب: إن فلانا ابني ونحن مقسمون عليه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا، الولد للفراش وللعاهر الحجر، ثم بعث صارخا يصرخ في أهل مكة: ألا إن زكاة الفطر حق واجب على كل مسلم… ألا إن الولد للفراش وللعاهر الأثلب، يعني الحجر.. فأقر النبي صلى الله عليه وسلم قسامة الدم كما كانت في الجاهلية، وألغى قسامة ولد الفراش
هل يرث ابن الفراش
قد جاء في تفسير غالبية الفقهاء أن ابن الفراش يرث وذلك للآتي:
- ولد الزنا لا يرث من الرجل الذي زنى بامه حتى وإن اعترف به حيث أن أبوته له غير معتبرة.
- وقد جاء الدليل على ذلك ما روى الترمذي في سننه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “أيّما رجل عاهر بِحُرَّة أو أَمَة فالولد ولدُ زِنا لا يرِثُ ولا يُورث” قال الترمذي: “والعمل على هذا عند أهل العلم أنَّ ولد الزنا لا يَرِثُ من أبيه”.