By lara الحب رزق يكتبه الله لعباده مثل باقي الأرزاق الأخرى كالعمل والمال والعلم وغيره، ولكنها تحتاج إلى سعي واجتهاد من الإنسان، وهنا يأتي دور الاختيار المُناسب، فيتعين على الشخص أن يُحسن اختياره في شريك حياته، لذلك هنا بشكل عام سوف نتحدث عن القسمة والنصيب في الحب والزواج والقرآن.
مفهوم القسمة والنصيب في الحب
هناك سؤال شائع يطرحه العديد، وهو هل الحب نصيب أم قسمة؟
- والإجابة هي؛ أن الله سبحانه وتعالى خلق الخليقة وحدد لهم أقدارهم قبل حتى أن يُخلقوا.
- وهذا يعني أن أقدارنا مكتوبة قبل خلقنا، ولكن بعض الأشياء تتطلب مننا السعي وبذل الجهد حتى نستحق امتلاكها والاستمتاع بها.
- فإن كانت من نصيبنا فيشاء الله تحقيقها، وإن لم تكن فتكون لحكمة من الله يعلمها وحده، وينبغي علينا الرضا بقضائه وقدره.
هل تعرفون ماهو الفرق بين القضاء والقدر والنصيب؟
القدر والنصيب في الزواج
يتضارب المعنى دائمًا ما بين مصطلحا النصيب والقدر، وهل هناك فرق بينهما أم لهما نفس المعنى؟
- فمصطلحا النصيب والقدر متشابهان كثيرًا في المقصد والمضمون، فالإثنان يوحيان برزق مكتوب للشخص، ولكن الاختلاف الدقيق بينهما أن قدر الإنسان مقدور له من ربه قبل أن يُولد، ولكن يحتاج إلى أخذه بالأسباب وهنا يأتي دور النصيب.
- ويعد الزواج مودة، ورحمة، وسكن، وسكينة للطرفين قبل أن يكون نكاح أو تكاثر.
- فالزواج هو عقد سماوي وعهد يتقاسمه كلا الطرفين، ولابد من الالتزام به حتى تستمر سفينة الحياة بينهما وتُسير بسلام.
القسمة والنصيب في القرآن
قال عز وجل في كتابه الكريم بسورة “القمر”، “إنا كل شيء خلقناه بقدر”.
- كما قال رسولنا المصطفى “صلى الله عليه وسلم”؛ “إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات بخمسين ألف سنة، وعرشه على الماء”.
- وهذا معناه كما ذكرنا في الفقرة السابقة؛ أن الله عز وجل وعلا شأنه؛ قدر لنا نصيبنا من الأشياء قبل مولدنا، وكتبها بأسمائنا وهذا ما يسمى بالقدر، والنصيب هو سعينا حتى يمكننا الحصول على ما كتبه الله لنا.
القسمة والنصيب والقضاء والقدر
سنوضح معنى كل مصطلح من هذه المفردات حتى تتضح الصورة كاملة للقراء.
- القسمة:يقسم الله الأرزاق لعباده وكل شخص ينال حقه بميزان عدل، وهذا الرزق قد يكون حب، أو زواج، أو علم، أو مال، أو سفر، أو منزل جديد، أو وظيفة، أو جمال، أو صحة، أو نسب.
- أما النصيب: فهو رزقنا من الدنيا في كل شيء والذي كتبه الله لنا؛ ولكن بعضها يتحتم علينا أن نبذل أقصى الجهود ونسعى ونقوم بالبحث عنها حتى يحق لنا الحصول عليها وتملكها.
- والقدر: هو قدرنا الذي حدده الله لنا؛ ولا مفر منه، ولكن في بعض يمكن أن يتغير القدر، مثل الإلحاح بالدعاء، فيقال أن الدعاء يغير القدر.
شعر عن القدر والنصيب
غرد شاعر الخضراء، التونسي أبو القاسم الشابي أجمل أشعاره عن القدر عندما قال فيما معناه.
- عندما تريد أمة حياة فلابد للقدر أن يرضخ لها، وينبغي على الليل أن يتلاشى، والقلوب أن تنكسر.
- وهذا توكيدًا على أنه عندما يقدر الله شيء أن يحدث وتم عقد النية والسعي وراء تحقيقه، فكل الظروف تنصاع ورائه، وتهيأ الحياة قوانينها لتحقيقه، وتتفتح جميع الأبواب لاستقباله.
- هل شاهدتم الفرق بين الحب والاعجاب في علم النفس ؟
شعر عن النصيب حزين
ألقى الإمام الشافعي أشعاره الشجينة في وصف النصيب والقدر قائلًا ما دل على هذا المعنى.
إن الإنسان يحسن ظنونه بالأيام، ولم يلقي بالًا لما تخفيه الليالي، وتفاجئه خفايا القدر، ومن جديد يآمن لليالي، وفي عز صفوها تصفعه خيبات القدر.
حكم وأقوال عن النصيب والقدر
سنقطف لكم أرقى ما قِيل من مقولات وعبارات من بساتين الحياة عن النصيب والقدر، وإليكم أفضلها.
- يظل في معية الله؛ من رضي بقضائه وقدره.
- يمنحنا القدر أجمل هداياه على هيئة بشر.
- لا تخجل من خطاياك فنحن بشر، ولكن إياك واعتيادها وتعليقها على شماعة القدر.
- لقد اخترت أن أحيا سعيدًا، فهل هذا كافي ليلين قدري.
- إن إيماننا بأقدرانا؛ لا يعني أن ننام وننتظر أرزاقنا تأتي إلى وساداتنا، ولكن يعني الاستيقاظ والركض وراء أسباب تحقيقها.
- لو عرضت أقدار البشر عليهم؛ لاختاروا أقدر الله لهم.
- لا يعرف دربه الهلاك؛ من رضي بقضاء ربه.
- عندما يصل الإنسان إلى القمة يكرر أنا وأنا، وحينما يفشل يقول القدر فحسب.
- الرضا بالنصيب والقدر؛ هو أولى خطوات السعادة وراحة البال.
- من اعتاد الصمود أمام عواصف القدر؛ لن تهزه رياح النصيب.
- انهض وقم بما عليك، ودع القدر يتفنن في مفاجأته.
- الرضا بالقضاء والقدر هو أعلى درجات الحكمة.
- لا تدع الانتقام طريقك؛ فقط استرخي، وراقب القدر وهو يبدع في استعادة الحقوق.