شرح حديث شريف عن الظلم ورد المظالم عند أهل البيت وتحليله إسلام ويب

شرح حديث شريف عن الظلم ورد المظالم عند أهل البيت، إن الظلم من آفات الأمة، والتي تعمل على تدمير المُجتمعات وتشتيت أفرادها، كما أنها سبباً لإنزال العقوبة وإهلاك الأقوام، وكم أُهلكت أقوتم سابقة بسبب انتشار الظلم فيها، حيث قال تعالى: {وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد}، وفي هذا المقال سوف نعرض لكم شرح حديث شريف عن الظلم ورد المظالم عند أهل البيت.

شرح حديث شريف عن الظلم ورد المظالم عند أهل البيت

ذكرت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة المنقولة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم تحريم الظلم، وعقاب الظالم عند الله تعالى، كما حثت على رد المظالم الى أهلها، وفيما يلي سوف نعرض لكم شرح حديث شريف عن الظلم ورد المظالم عند أهل البيت:

عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربِه عز وجل أنه قال : ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا، يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته، فاستطعموني أُطعمكم، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته، فاستكسوني أكسكم، يا عبادي إنكم تخطئون بالليلِ والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم

يا عبادي إِنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجرِ قلب واحد منكم ما نقص من ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني، فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر، يا عِبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ) رواه مسلم.

يتحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تحريم الظلم والعدوان، حيث يروي لنا عن ربه تعالى بأنه إن كان حرم الظلم على نفسه، فقد حرمهعلى عباده، ويُقص بالظلم وضع الشئ في غير موضعه، وهذا يُخالف عدل وكمال الله تعالى، حيث أنه نزه سبحانه الظلم عن نفسه، حيث قال تعالى: {وما أنا بظلام للعبيد}، كما حذر الله تعالى من عواقب الظلم الوخيمة، حيث أنه سبباً في تدمير الأمة، وهلاك القوم، وإنزال العذاب عليهم.

كما وضح الحديث بأن للمظلوم شأن كبير عند الله تعالى، فلها تفتح أبواب السماء، وتُرفع فوق الغمام في يوم الحساب، حيث أن دعوة المظلوم مُستجابة، بشرط أن لا تكون في غير مظلمته، قال تعالى في حديث قدسي: “وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين”.

حديث قدسي عن الظلم وعزَّتي وجلالي

وقد ذُكرت العديد من الأحاديث القدسية التي تتحدث عن الظلم وعقوبة الظالم، وتعني الأحاديث القدسية هي ألفاظ قيلت على لسان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ومعناها من عند الله تعالى، وتأتي للنبي بإلهام أو رؤية، وفيما يلي نعرض لكم حديث شريف عن الظلم ورد المظالم:

• رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (قالَ اللَّهُ: ثَلاثَةٌ أنا خَصْمُهُمْ يَومَ القِيامَةِ: رَجُلٌ أعْطَى بي ثُمَّ غَدَرَ، ورَجُلٌ باعَ حُرًّا فأكَلَ ثَمَنَهُ، ورَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أجِيرًا فاسْتَوْفَى منه ولم يُعطِه أجرَه).
• عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ثلاثةٌ لا تُرَدُّ دعوتُهم : الصَّائمُ حتَّى يُفطِرَ، والإمامُ العادِلُ ودَعوةُ المَظلومِ، يَرفَعُها اللهُ فوقَ الغَمامِ، وتُفتَحُ لها أبوابُ السَّماءِ ويَقولُ الرَّبُّ :وعِزَّتي وجَلالي لأنصُرَنَّكِ ولَو بَعدَ حينٍ”.

أحاديث عن الظلم ظلمات يوم القيامة

يُوضح حديث “الظلم ظلمات يوم القيامة” تحريم كافة أشكال الظلم، ومنها الشرك بالله تعالى، وفيها يظلم الإنسان نفسه، وعني الحديث بان الظالم تتوالي عليه الظلمات يوم القيامة فلا يهتدي الى سبيل صحيح، وفيما يلي نقدم لكم حديث شريف عن الظلم ورد المظالم:

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (اتقوا الظلم فإنّ الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشحّ، فإن الشحّ أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم، واستحلوا محارمهم).

أقوال الإمام علي عن الظلم

علي بن أبي طالب رضي الله عنه، من الصحابة الكرام، وهو ابن عم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو زوج ابنته فاطمة الزهراء، وقد وُردت الكثير من العبارات والأقوال التي يتحدث فيها الصحابي الجليل علي بن أبي طالب عن الظلم، ومنها ما يلي:

• إيّاك والظّلم فإنّه أكبر المعاصي، وإنّ الظّالم لمعاقب يوم القيامة بظلمه في الآخرة.
• إياك والظلم فمن ظلم كرهت أيامه.
• الظلم يزل القدم، ويسلب النعم، ويهلك الأمم.
• من ظلم عباد الله كان الله خصمه.
• من عمل بالظلم عجل الله بهلاكه.
• سُئل علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: ما الفاصل بين السماء والأرض؟، قال: مد البصر، ودعوة المظلوم.
• يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم.

وفي النهاية، غن الله تعالى يُسامح في حقه، ولكن لا يُسامح في حقوق العباد، فاجتنبوا الظلم فإنه طريق للهلاك، عرضنا لكم في هذا المقال شرح حديث شريف عن الظلم ورد المظالم عند أهل البيت.