هل يجوز الصيام في النصف الثاني من شعبان رأي الفقهاء إسلام ويب

هل يجوز الصيام في النصف الثاني من شعبان، تتسارع الأيام لقرب انتهاء شهر شعبان ودخول شهر رمضان الكريم، كما وتكثر التساؤلات حول جواز الصيام في النصف الثاني من شهر شعبان، وذلك بهدف الحرص على الطاعات والاستزادة من العبادات في شهر شعبان الفضيل، كما أنه آخر فرصة لمن كان عليه قضاء من شهر رمضان، فرحيل شهر شعبان ما هو إلا رحيل شهر معظم واستقبال شهر أعظم وأكرم، ومن خلال مقالنا هذا سوف نجيب على السؤال هل يجوز الصيام في النصف الثاني من شعبان.

شهر شعبان

وهو الشهر الثامن من التقويم الهجري الإسلامي، ويعود تسمية هذا الشهر كباقي الشهور العربية إلى عصر ماقبل الإسلام، وقد سُمي هذا الشهر بشعبان نظراً لتشعب القبائل العربية وافتراقها من أجل الحرب بعد قعودها عنه في شهر رجب، حيث كانت الحرب تحرم عليهم في شهر رجب، وقيل سمي بشعبان نتيجة لتشعب القبائل فيه لطلب المياه، كما وقيل في سبب تسميته بشعبان لأنه شعب بين رجب ورمضان أي ظهر بينهما، وقد قيل في معنى شعبان هو التجمع أي تجمع الخيرات في هذا الشهر الفضيل، وقيل أن العرب تتجمع في هذا الشهر بعد التفرقة، ويجمع شعبان على شعبانات وشعابين.

الصيام في شهر شعبان

شهر شعبان هو شهر الطاعات والاجتهاد في العبادات، وهو موسم مفضل ينال المسلم فيه بركة الوقت بأنواع العبادات المشروعة أسوةً بسلف الأمة، وتمهيداً لاستقبال الشهر الكريم شهر رمضان، وذلك ليتمرن المسلم على العبادات والاستزادة بالأعمال الصالحة ليداوم عليها في شهر الخير.

فعن أسامة رضي الله عنه وإنه قال للنبي عليه الصلاة والسلام:” ولم أرك تصوم من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع الأعمال فيه إلى رب العالمين عز وجل فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم”.

فضل الصيام في شهر شعبان

وقد فضل صيام شهر شعبان عن صيام الأشهر الحرم، كما وذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكثر الصيام في شهر شعبان، لقول عائشة رضي الله عنها: “ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا رمضان وما رأيته في شهر أكثر صياما منه في شعبان”.

وفي الحديث دلالة على استحباب عمل الطاعات وقت غفلة الناس عنها، كما أن صيام شهر شعبان فرصة لمن فاته قضاء أو صيام تطوع قبل دخول شهر رمضان، وتمرين لصيام شهر رمضان كي لايشعر المسلم بمشقة الصيام، ويدخل على صيام رمضان بهمة ونشاط.

هل يجوز الصيام في النصف الثاني من شعبان

شهر شعبان شهر عظيم حثنا فيه النبي على الصيام والاكثار من الطاعات، وهذا ما ورد عن النبي الكريم فقد كان يُكثر من الصيام في هذا الشهر الفضيل، ولكن فيما يخص النصف الثاني من شعبان فلا يجوز الصيام فيه وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ” إِذَا انْتَصَفَ شَعْبَانُ فَلا تَصُومُوا”، وفي هذا الحديث دلالة على نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن صيام النصف الثاني من شهر شعبان أي بداية من اليوم السادس عشر.

صيام النصف الثاني من شعبان عند المالكية

يجوز صيام النصف الثاني من شعبان في عدة حالات، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : “لا تَقَدَّمُوا رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ وَلا يَوْمَيْنِ إِلا رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمًا فَلْيَصُمْهُ”، وفي الحديث دلالة على أنه يجوز صيام النصف الثاني من شعبان لمن كانت له عادة في الصيام، كمن اعتاد على صيام يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع، او اعتاد أن يصوم يوم ويفطر يوماً.

والراجح من قول العلماء أن النهي في الحديث ليس نهي تحريم مطلق وإنما كان للتنزيه ورحمةً بالأمة أن يصيبهم مشقة من صيام شعبان، فيضعف نشاطه للقيام في شهر رمضان، فالنهي عن صوم منتصف شعبان للكراهة وليس للتحريم.

هل يجوز الصيام في شعبان للقضاء

كان الصحابة رضوان الله عليهم يعتبرون النبي الكريم مثلهم الأعلى وقدوتهم يرقبونه في العبادات وفي كافة معاملات الحياة، ليتعلموا منه ما يجب عليهم وما هو غير مسموح، ولقد ثبت عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: “إِذَا انْتَصَفَ شَعْبَانُ فَلا تَصُومُوا”. وهذا الحديث يستثنى منه ثلاثة:

• من كان عليه قضاء من شهر رمضان، او نذر أو كفارة، فيجوز له الصيام قبل دخول شهر رمضان عليه.
• من بدأ بصوم شهر شعبان قبل منتصفه.
• من كان معتاداً على الصيام كصيام يوم وإفطار يوم، او كان معتاداً على صيام يومي الاثنين والخميس من مل أسبوع فهذا لايشمله النهي.

شهر شعبان من الاشهر التي رّغَّب النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة فيه بالصوم والاكثار من العبادات، تقرباً الى الله وتجهيزاً لشهر رمضان الكريم، إلى هنا نكون قد وصلنا لنهاية مقالنا هل يجوز الصيام في النصف الثاني من شعبان