هل نصوم يوم الاسراء والمعراج… ما هو ثواب صيام ليلة الإسراء والمعراج

هل نصوم يوم الاسراء والمعراج، ليلة الإسراء والمعراج من الليالي التي يقدسها ويعظمها المسلمون، فهي ليلة تحمل ذكرى عظيمة لمعجزة فريدة من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم، ففي هذه الليلة أسري به صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم عرج به إلى السموات العلا إلى أن وصل إلى سدرة المنتهى ليلتقي برب الأكوان، فهي ليلة جليلة وعظيمة، لذا يحرص المسلمون على معرفة موعدها لإحيائها بالأعمال الصالحة.

متى كانت ليلة الاسراء والمعراج

يحرص المسلمون في شتى أنحاء العالم على احياء هذه الليلة الدينية العظيمة، التي كانت معجزة من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم، وتكريماً له ورفع لمكانته بعد أن تعرض للقهر والظلم من قريش، وبعد أن مر بعام من الحزن الذي مات فيه عمه أبو طالب الذي كان يساعده، ويسانده، ويدفع عنه أذى المشركين، وبعد وفاة رفيقة دربه، وزوجته خديجة بنت خويلد، فكانت حادثة الإسراء والمعراج لمواساة النبي صلى الله عليه وسلم، وتثبيتاً لفؤاده، وتسليةً له صلى الله عليه وسلم.

فقد وقعت هذه الحادثة في السنة العاشرة للبعثة، عام 620م، وقد أوعز البعض على أنها حدثت في 27 من شهر رجب، والذي يصادف هذا العام يوم السبت 18 فبراير لعام 2023م، ولكن يجب التنويه على أن أهل العلم بينوا أن هذا التاريخ لليلة الإسراء والمعراج غير صحيح، ولا يعرف تحديداً تاريخ حادثة الإسراء والمعراج، ولم يشر النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديثه عن موعد هذه الليلة، ولم يُشر لوقتها في القرآن الكريم مطلقاً، كما وقد أجمع أهل العلم بعدم صحة موعد هذه الليلة واعتبروا الاحتفال بها بدعة، ولا أصل لها في الشريعة الإسلامية.

https://m3l0ma.com/the-journey-of-isra-and-miraj/

هل نصوم يوم الاسراء والمعراج

الصيام هو ركن من أركان الإسلام، وهو عبادة عظيمة يتقرب بها العبد من ربه جل وعلا، ومنه ماهو واجب كصيام شهر رمضان، ومنه ماهو مستحب ومسنون كصيام الستة البيض، وصيام يومي الاثنين والخميس، ومنه مايكون الصيام فيه مكروهاً وغير مستحب، كصيام الإسراء والمعراج، فالصيام في هذا اليوم غير مستحب.

ذلك أنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خص هذا اليوم بصيام، ولا عن الصحابة الكرام، أو احد من السلف الصالح صام في هذا اليوم، فلا يجوز خص الصوم في هذا اليوم مطلقاً، واعتبره البعض أنه بدعة، كما أن موعد ليلة الإسراء والمعراج غير معلومة، وكل ماجاء من تحديد لموعد هذه الحادثة غير صحيح، فكيف يصوم الناس في موعد غير صحيح، فتخصيص يوم السابع والعشرين من شهر رجب بالصوم لأنه موعد لحادثة الإسراء والمعراج إنما هو بدعة ولا يجوز الصيام به لهذا السبب.

أما صيام السابع والعشرين من شهر رجب من أجل القضاء أو التقرب من الله، دون تخصيص هذا اليوم وربطه بحادثة الإسراء والمعراج ففيه إباحة، وهذا ما قاله أهل العلم، وأجمعوا عليه.

ثواب صيام ليلة الإسراء والمعراج

إن حادثة الإسراء والمعراج من أسمى آيات الله، وأعظمها، الدالة على صدق نبوءة النبي صلى الله عليه وسلم، وفيها من الدلالات الكثيرة على عظمة الله وقدرته، ولكن الشرع لم يخص هذه الليلة بأي عبادة، ولم يذكر موعد هذه الليلة في حديث أو في آية، ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خص ليلة الإسراء والمعراج بصيام أو قيام، كما لم يرد عن الصحابة فعل ذلك.

وقد ذكر الشيخ الإمام ابن باز رحمه الله فيما يخص ذلك قوله: ” أن ليلة السابع والعشرين من شهر رجب، والتي يعتقد الكثير من الناس أنها ليلة الإسراء والمعراج، لا يجوز تخصيصها بشيء من العبادة، كما أنه لا يجوز للمسلمين الاحتفال بها، وهذا لوعُلمت، فكيف والصحيح من أقوال العلماء أنها لم تُعلم، إن قول من قال إنها ليلة السابع العشرين من رجب، قول باطل، ولا أساس له من الصحة في الأحاديث الصحيحة”. ولكن صيام المسلم أمر مشروع في أي وقت شاء أن يصوم دون تخصيص ليوم لم يخصصه الشرع بصيام أو قيام.

يحتفل المسلمون في ذكرى الاسراء والمعراج تصديقاً منهم بتلك الرحلة المعجزة والتي خص الله بها نبيه محمد الكريم، إلى هنا نكون قد وصلنا لنهاية مقالنا هل نصوم يوم الاسراء والمعراج.