By sajeda 
تفسير سورة قريش وسبب نزولها للنابلسي والشعراوي، تُعتبر سورة قريش من السور المكية، التي نزلت في مكة المكرمة قبل الهجرة النبوية الى المدينة المنورة، وترتيبها في كتاب القرآن الكريم هو السورة رقم 106، وهي في الجزء الثلاثين، اي جزء “عم”، وقد نزلت بعد سورة التين، تتحدث السورة عن قوم قريش ونعم الله تعالى عليه، ودعوته لعبادتهم، وفي هذا المقال سوف نعرض لكم تفسير سورة قريش وسبب نزولها للنابلسي والشعراوي.
تفسير سورة قريش للشعراوي
جاءت سورة قريش بعد سورة الفيل في القرآن الكريم، والتي تحدثت عن حفظ الله سبحانه وتعالى لبيت الله الحرام من أبرهة الحبشي وجيشه الذين اعتدوا عليه مُحاولين تدميره، فأرسل الله عليهم طير أبابيل، ترميهم بحجارة من سجيل، فجعلهم كعصف مأكول، ثم جاءت بعدها في الرتيب سورة قريش لتؤكد لقوم قريش فضل الله سبحانه وتعالى ومنته عليهم.
جعلت الكعبة المشرفة لقوم قريش السيادة في مكة المكرمة، وهي مكانة عالية منّ الله تعالى بها عليهم، وميزهم عن غيرهم، وقد رزقهم الله تعالى برحلتي الشتاء والصيف، وكانت تنتقل قوافلهم التجارية من مكة المكرمة الى اليمن والشام في أمن وأمان دون أن يتعرض لهم اي أحد، وقد جعل الله منهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، واصطفاه وفضله على بني البشر، وقد أعلن الرسول عن رسالته الإسلامية في وجه جبابرة وأسياد الجزيرة العربية، فكذبوه وتعرضو له بالأذى والظلم، فجاءت سورة قريش تذكيراً لقوم قريش بفضل الله عليهم وتدعوهم لعبادته وتوحيده.
تفسير سورة قريش للنابلسي
الإلياف تعني الألفة والاعتياد على أمر، وقبيلة قريش هم من ولد النضر بن كنانة، وغير ذلك فهو ليس قرشي، وقد كان لقوم قريش رحلتين للتجارة، في الشتاء الى اليمن، وفي الصيف الى بلاد الشام، وقد كانوا آمنين، لا يتعرض لهم اي أحد من الناس أو يعتدي عليهم وينهبهم اي أحد، وهو من فضل الله تعالى حيث لم يكن في شبه الجزيرة العربية أعز من قوم قريش، ولا أكثر منهم مالاً وجاهاً.
يدعو الله تعالى قوم قريش في سورة قريش بعبادته وحده لا شريك له، هو وحده المستحق بالعبادة، لا الأوثان والأصنام الباطلة التي لا تضر ولا تنفع، حيث أن الله تعالى هو الذي خلقهم ورزقهم، وجعل كل سُبل التجارة والرزق مُيسرة لهم، وقد كانت شبه الجزيرة العربية أرض قاحلة، يصعب العيش فيها.
وق كان قوم قريش يُشرفون الكعبة ويعظمونها، فخاطبهم الله تعالى قائلاً “فَلۡيَعۡبُدُواْ رَبَّ هَٰذَا ٱلۡبَيۡتِ”، ويُخاطب الله تعالى قبيلة قريش ويقوله لهم، أن الله تعالى الذي خلقكم، وسهل لكم طرق القوافل التجارية الى الشام واليمن في رحلتي الشتاء والصيف، فرزقكم بثمار ليست موجودة في موطنكم، هو المُستحق وحده بالعبادة وأولى بالحمد لا غيره، حيث من الله عليهم بنعمة الأمان من الخوف والإطعام من الجوع، وهما نعمتان مُترابطتان.
سبب نزول سورة قريش إسلام ويب
نزلت سورة قريش في قوم قريش وذكر فضل الله تعالى ونعمته عليهم، ومنها سقاية الحجيج الذين كانوا يزورون الكعبة قبل البعثة النبوية، ومن النعم ايضاً الحجابة وتعني كسوة الكعبة، كما فضلهم الله تعالى على غيرهم واصطفى منهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والنصر على أبرهة الحبشي وجيشه الذين قدموا لهدم الكعبة، كما منّ الله عليهم بالرزق الوفير من رحلتي الشتاء والصيف.
قال النبي محمد – صلى الله عليه وسلم- : “إن الله فضل قريشاً بسبع خصال لم يعطها أحداً قبلهم ولا يعطيها أحداً بعدهم: إن الخلافة فيهم، وإن الحجابة فيهم، وإن السقاية فيهم، وإن النبوة فيهم، ونصروا على الفيل، وعبدوا الله سبع سنين لم يعبده أحد غيرهم، ونزلت فيهم سورة لم يذكر فيها أحد غيرهم: “لإيلاف قريش”.
سبب تسمية سورة قريش بهذا الاسم
سُميت سورة قريش بهذا الاسم لأنها السورة الوحيدة من سور القرآن الكريم التي ذُكر فيها اسم قوم قريش، حيث قال تعالى في الآية الأولى من سورة قريش: {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ}.
سورة قريش مكتوبة
وفضل قراءة سورة قريش مثلها مثل اي سورة من القرآن الكريم، وهو مُضاعفة الحسنات والأجر والثواب، حيث أن قراءة الحرف بحسنة، والحسنة بعشرة أمثالها، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَنْ قَرَأ حَرْفاً مِنْ كِتاب الله فَلَهُ حَسَنَة، والحَسَنَة بِعَشْرِ أمْثَالِها، لا أقول: ألم حَرفٌ، ولكِنْ: ألِفٌ حَرْفٌ، ولاَمٌ حَرْفٌ، ومِيمٌ حَرْفٌ”.
سورة قريش، من السور المكية، عدد آياتها أربعة آيات، وعدد كلمات السورة سبعة عشر كلمة، وعدد حروفها ثلاثة وسبعين حرف، وترتيبها بين سور القرآن الكريم هو “106”، تقع في الجزء الثلاثين، عرضنا لكم تفسير سورة قريش وسبب نزولها للنابلسي والشعراوي.