تجربتي مع اللهم اجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها عند وقوع المصيبة

تجربتي مع اللهم اجرني في مصيبتي، لفظ ومعنى الابتلاء اعم واشمل من البلاء، كونه خاص في عباد الله المسلمين الطائعين، واذا أصاب الكفار فيكون لمعاقبتهم بسبب كفرهم، بينما المسلمين كاختبار من اجل رفع درجاتهم عند الله ومغفرة سيئاتهم، فالكثير منا من يتعرض للمصائب التي تأتي كاختبار من الله لنا، والتي نردد حينها اللهم اجرني في مصيبتي، وفي ذلك لنتعرف على تجارب البعض بشان هذا الدعاء.

هل يجوز القول اللهم اجرني في مصيبتي

في حال أصيب المرء بموت احد افراد عائلته، كأمه ابيه أخيه وما الى ذلك، او أصيب في ماله او حادث، يكفيه لان يردد هذا الدعاء “اللهم اجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها” ولا بأس في تكرارها، وكذلك لابأس ان قال مصائبي، الا ان لفظ مصيبة كافي كونها مفردة تعم.

ماذا نقول عند حدوث مصيبة

من الشائع القول عند وقوع مصيبة، انا لله وانا اليه راجعون، فجميعنا نرجع له في الآخرة ليحاسبنا، يتوفى الأنفس لينقل بعدها العبد من حال لآخر، ومن طور لآخر ومن مرحلة لأخرى، وفي ذلك يقول العبد اللهم اجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها، وذلك كله جائز عند وقوع المصائب.

ما هي حدود الصبر على الابتلاء

الصبر يكون واجب متعين، اذ يكف العبد لسانه ويده وجوارحه عما لا ينبغي، فيبتعد عن النواح وشق الثوب ولطم الخد، بل يحتسب لله ويلجأ للصبر لانه يعلم ان جل ذلك من عند الله تعالى، فيحتسب ما حصل له من مصيبة لله وحدة وان الله سيعوضه خيرا من ذلك، فيكف جوارحه عما لا ينبغي.

هل يبتلي الله الانسان في عرضه

يتعرض العبد المؤمن في دنياه للكثير من المصائب، ومن احدها الفضائح التي تأتي كابتلاء من الله عز وجل، وجل ما يصيب العبد من أذى سواء في عرضه او ماله او دينه، ففي ذلك تكفيرا لذنوبه وزيادة لدرجاته عند الله، وجاء في صحيح مسلم عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال “ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن حتى الهم الا كفر به الله عنه سيئاته”.

لماذا يبتلي الله الناس الطيبين

الابتلاء هو الأمر الذي يثبت الانسان ويخرج ننه مكارم الأخلاق، فلا يحل على العبد كانتقام من الله تعالى وعذاب منه، بل يأتي للعبد حتى يتعلم الصدق مع الله تعالى، وهو ليس شدة وإنما شَدة أي جذبة نحو الله، ويحل الله بلائه على عباده الطيبين لأنه يعطيهم سعة ورزق وأجر، أما غير الطيبين فيأتي سخطا لهم.

هل العبد الذي لا يبتلى لا يحبه الله

ورد العديد من الأحاديث عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- ان ابتلاء الله لعبده دلاله على حبه له، ويأتي فيه الترغيب في الصبر على المصائب التي تقع به، وبذلك قال المناوي في شرح الجامع الصغير، الحث على الصبر لوقوع البلاء وليس ترغيب في النهي عنه.

كيف يكون الصبر عند الصدمة الأولى

وءلك تبعا لما ورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- حين قال: “إنما الصبر عند الصدمة الأولى”، والمقصود من ذلك ان الصبر الذي يحمد عليه صاحبه ويجازى عليه هو ما يحصل عن مفاجأة المصيبة له، بخلاف غير ذلك فان صبر العبد على مر الأيام يعتاد ومن ثم ينسى.

ما هو الفرق بين الابتلاء والعقاب من الله

يأتي الفرق الأول فيما بين المصيبة والعقوبة، ان كل عقوبة تأتي بذنب وليس كل مصيبة تأتي بذنب، فلربما تكون المصيبة بذنب فبذلك تصبح عقوبة وقد لا تكون، ويشترط في العقوبة ان تكون جزاء على ذنب قد مضى أي ذنب حدث في الماضي، الا ان المصيبة لا يشترط لها ذلك، ويأتي الفرق الثاني ان العقوبة تأتي نخصصه بالمكلفين، لكن المصيبة للغير كالأطفال مثلا.

تجربتي مع اللهم اجرني في مصيبتي

للصبر على الابتلاء اجر كبير من الله تعالى، كما ان رسولنا الكريم قال لنا بان الدنيا ما هي الا دار بلاء وفرار وليست دار راحة واستقرار، فيجب على العبد المؤمن ان يصبر في السراء والضراء، وجاء عدد من التجارب موضحة فضل دعاء الصبر على المصيبة، وجاء منها:

• التجربة الأولى

  

جاء في تجربة أحد الشباب، في فترة كنت أدرس فيها لأجل اختبار الثانوية العامة، وذات يوم بينما أنا ذاهب الى منزل جدتي صدمتني سيارة، فأصبت جراءها بكسر في ساقي اليمنى والتي اعاقتني عن الحركة كثيرا، بالتالي تعطلت دراستي تلك الفترة كثيرا، كان حلمي ان ادخل كلية الطب لكن مع ما أصابني كنت متأكد أنني لن أتمكن من دخوله.

حاولت ان ادرس قدر المستطاع ودائما أردد اللهم أجرني في مصيبتي، وعند الاختبار اجتزته ونجحت الا ان معدلي لم يسمح لي بدخول كلية الطب فدخلت الصيدلة، حينها ادركت فضل الدعاء الذي كنت أقوله وفضل الله علي، فربما لو دخلت الطب لما تفوقت به كما انا الآن ولما كنت معيدا في الجامعة.

• التجربة الثانية

  

في تجربة سيدة حامل، في اول حمل لي عندما أصبح حملي في شهره الثاني أجهضت، حينها خفت كثيرا كونه اول حمل لي وخفت لأن يتكرر معي من جديد، نصحتني امي ان أكرر دعاء اللهم اجرني في مصيبتي واستمعت لنصيحتها، من حينها وانا أردد ذلك الدعاء والحمد لله بعد مدة حصل حملي الآخر.

ورغم خوفي وتوتري الا انني تمسكت بنصيحة امي واستمريت في ترديد الدعاء، حتى ان الله من علي واكتملت شهور حملي حتى انجبت طفل معافى.

تجربتي مع اللهم اجرني في مصيبتي، ورد هذا الدعاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، والذي اوصانا بدعائه حين وقوع المصيبة والمحن، وعند المصيبة يظهر العبد المؤمن الصابر من غيره، فهو الذي يحتسب ما أصابه لله.