استفت قلبك ماهي صحتها ومعناها

إلا سألته عنه، وحوله عصابة من المسلمين يستفتونه، فجعلت اتخطاهم فقالوا، إليك يا وابصة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت استفت قلبك حديث شريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم، واجتهد العلماء من أجل تفسير هذا الحديث الشريف الذي جاء عن الإمام أحمد عن رسولنا الكريم والذي نذكره في الفقرات التالية.

الحديث الشريف استفت قلبك

• أوضحت دار الإفتاء المصرية أنه من الضروري التمييز بين التذوق النفساني والشعور الموجود في القلب.
• ولكن قد يخطئ الكثير من الناس في فهم هذا الحديث، فمنهم من يجعلوا الحديث مطية لهم في التحليل أو التحريم على حسب أهوائهم وكل ما يرغبون فيه.
• ولكن المراد من الحديث الشريف استفت قلبك أن الشخص المؤمن وصاحب القلب السليم من الضروري أن يستفتي قلبه بدلا من أن يستفتي أحد.
• فممكن أن يكون رأي الآخر أن هذا الأمر حلال ولكن قد يكون له تأثير حرج على من يقوم بهذا الفعل.
• فلابد من ان تطئمن نفس المؤمن في الأمر قبل الأخذ بالفتوى من المفتي، وفي حالة وجود القبول في صدر المؤمن عليك القيام بالشئ ولكن في حالة ترددك في الأمر ابتعد تماما عنه.
• وهذا لأن كلا شخص منا يعلم ما تخفيه نفسه بخلاف ما أفتاه الفتوى حول أحد الأمور، ففي هذه الحالة لا ينفع المؤمن قضاء القاضي.
• حيث قال رسول الله (من قضيت له بشئ من حق أخيه فلا يأخذه، فإنما أقطع له قطعة من نار).

استفت قلبك ابن عثيمين

• أكد الشيخ بن عثيمين رحمة الله عليه أنه حتى في حالة إفتاء أحد المفتيين بأن أمر ما جائز.
• ولكن النفس لم تطمئن له ولم ينشرح صدره له فلابد من أن يتم الابتعاد عن هذا الأمر، وهذا يكون هو البر والخير ولكن في حالة إن كان هذا وسواس أو شك فعليك أن لا تلتفت له.
• وجاء في كتاب رياض الصالحين أن الشخص الذي يستفت قلبه ويقوم بما أفتاه به صاحب القلب السليم وليس المريض.
• فإن صاحب القلب لو تمكن من استفتاء قلبه عن كافة الكبائر والموبقات من أجل الإفتاء فهي حلال لا يوجد فيها أي شبهة.
• وأكد الشيخ محمد بن عثيمين في حالة وجود تردد أو الشعور بقلق تجاه أمر ما فهذا (الإثم ما حاك في نفسك)، وهذا ما يجعل الشخص متردد في الأمر في حالة اطلاع الناس عليه.
• وهذا الأمر مصرح به فقط لمن يتميز بالقلب الصافي والسليم، أما من خرجوا عن طاعة الله سبحانه وتعالى فهم لا يبالون نهائيا بل يقوموا بفعل كل ما هو منكر، ولهذا فحديثنا عن من كان قلبه طاهر ونقي.

شاهد الدين المعاملة وحسن الخلق

ما هو برنامج استفت قلبك

• قال رسولنا الكريم (البر ما سكنت إليه النفس واطمأن إليه القلب، والإثم ما لم تسكن إليه النفس ولم يطمئن إليه القلب وإن أفتاك المفتون)
• . فهنا يتضح الفرق بين أفتاك وأفتوك فعليك قطع الشك باليقين من خلال استيفاء القلب.
• فحتى وإن أفتاك المفتون بأن هذا الأمر جائز فعليك أن تستفتي قلبك أولا حول المسائل الحرام والحلال، والأمر الذي لم ينشرح له صدرك فأتركه فهذا هو الخير والبر.

استفت قلبك ولو أفتوك ولو أفتوك

• أكد رسولنا الكريم على هذه الكلمات ثلاث مرات، وهذا لأن الشخص التقي والأكثر ايمانا هو أفضل شخص قادر على الحكم على الأمور الخاصة به.
• وهذا ما ينص عليه برنامج استفت قلبك لكل شخص مؤمن يصل إلى هذه الدرجة من الايمان الكامل والصفاء القلبي.
• وجاءت كلمة استفت قلبك بالانجليزي ب open your heart

فقد قال رضي الله عنه أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قال (أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أريد أن لا أدع شيئا من البر والإثم: دعوني فادنوا منه، فإنه أحب الناس إلى أن أدنو منه، قال (دعوا وابصة، أدن يا وابصة)، قال: فدنوت منه حتى قعدت بين يديه، فقال (ياوابصة أخبرك أم تسألني)؟ قلت: لا، بل أخبرني: فقال: (جئت تسألني عن البر والإثم)، فقال: نعم، فجمع أنامله فجعل ينكت بهن في صدري، ويقول (يا وابصة استفت قلبك، واستفت نفسك) ثلاث مرات، (البر ما اطمأنت إليه النفس والإثم ما حاك في النفس، وتردد في الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك).