حكم الاحتفال بليلة الاسراء والمعراج، أيام قليلة تفصلنا عن ذكرى ليلة الإسراء والمعراج والتي تبدأ من مغرب يوم الجمعة 26 من رجب 1444هـ الموافق 17 فبراير 2023م، ويعتبر اليوم 27 من شهر رجب على حسب الظن بأنه الذكرى الدينية لليلة الإسراء والمعراج، قال تعالى: “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير”. ولقد اختلف العلماء في حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج.
تاريخ الاسراء والمعراج
وقعت حادثة الإسراء والمعراج في العام العاشر من البعثة، عام 620م وذلك بعد عام الحزن الذي فقد فيه النبي صلى الله عليه وسلم عمه أبو طالب، الذي كان يسانده ويحميه من أذى المشركين، وبعد وفاة زوجته، ورفيقة دربه وأول من آمن به خديجة بنت خويلد، وقد أجمع العلماء أن هذا اليوم يصادف ٢٧من رجب من كل عام، وهو ما يوافق 27 رجب لعام 1444 هجري، الموافق 18 فبراير عام 2023م.
https://m3l0ma.com/al-buraq-in-the-isra-and-miraj/
حكم الاحتفال بليلة الاسراء والمعراج
إن الإسراء والمعراج آية من آيات الله العظيمة التي تحمل في طياتها الدلالة على مكانة النبي صلى الله عليه وسلم وعلى صدقه، ولقد اختلف جمهور العلماء في تحديد ليلة الإسراء والمعراج، ولكن المشهور والمتفق عليه لدى المسلمين أن هذه الليلة في السابع والعشرين من شهر رجب، وقد ضعف هذا القول الكثير من العلماء منهم الإمام الحافظ ابن كثير، لعدم وجود دليل على صحة هذا القول.
أما عن حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج فقد قال ابن القيم في ذلك: أنه لايشرع للمسلمين تخصيص الليلة التي يظنون أنها ليلة الإسراء والمعراج بشيء من العبادة، فلا يذكر عن أحد من السلف أنه خصص هذه الليلة بشيء من العبادات، ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم تعظيم لهذه الليلة، وأن الاحتفال بهذه الليلة وتعظيمها بدعة وليس من الإسلام، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في كثير من الأحاديث التحذير من البدع، والتنبيه من خطرها، قال صلى الله عليه وسلم: “من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد”. وأن حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج بدعة يجب التحذير منها.
قصة الإسراء والمعراج مختصرة
تعتبر قصة الإسراء والمعراج أعظم حادثة حصلت في التاريخ، فبعد أن قاسى النبي صلى الله عليه وسلم شتى أنواع العذاب، والعناء، أراد الله عز وجل أن يخفف عنه آلامه ويواسيه، فكانت هذه الحادثة، حيث نزل جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم في تلك الليلة وهو متوسداً في حجر اسماعيل عند الكعبة، وكان معه دابة تسمى البراق، حجمها اكبر من الحمار، وأصغر من البغل، وسرعتها تبلغ منتهى بصرها، فركبها النبي صلى الله عليه وسلم وسُري به إلى المسجد الأقصى بصحبة جبريل عليه السلام، ولما دخل المسجد الأقصى وجد أعظم اجتماع على وجه الأرض، فقد بعث الله الأنبياء والمرسلين ليجتمعوا في هذه البقعة الطاهرة ليصلوا خلف نبينا الأكرم، وبعد انتهاء الصلاة، جاءه جبريل بإناءين إناء فيه لبن وإناء فيه خمر، فاختار صلى الله عليه وسلم الإناء الذي به اللبن، فقال له جبريل اخترت الفطرة، هديت وهديت أمتك.
ثم عرج صلى الله عليه وسلم إلى السماء الأولى وهي دخان، فدخلها برفقة جبريل عليه السلام ورأى فيها الملائكة، ورأى فيها عجائب خلق الله، ورأى آدم على يمينه الجنة وعلى يساره النار، ثم ارتقى للسماء الثانية فرأى عيسى، ويحيى، وفي الثالثة رأى يوسف، ثم للرابعة والخامسة فرأى هارون، وفي السادسة رأى موسى، وفي السماء السابعة رأى البيت المعمور، ورأى فيها سيدنا إبراهيم، وعندما وصل لأطراف السماء السابعة رأى جبريل على هيئته الملائكية، ووصل لمكان لم يصله أحد، وقال: تقدم يامحمد فوالله لو تقدمت لاحترقت. فتقدم صلى الله عليه وسلم حتى وصل لسدرة المنتهى، وكان لقاء النبي الحبيب بخالق الكون، وفي هذا المكان الرفيع فرض الله على عباده الصلاة لإظهار عظمة مكانتها.
ليلة الاسراء والمعراج واحدة من أجمل القصص الدينية التي حدثت لنبينا الكريم رحمة من رب العالمين، إلى هنا نكون قد وصلنا لنهاية مقالنا حكم الاحتفال بليلة الاسراء والمعراج.