في الأيام الماضية ترددت هذه الكلمات “حي الشيخ جراح” وانتشر وسم أنقذوا حي الشيخ جراح، على منصات التواصل الاجتماعي إذا ما هو وأين يقع وما قصته، وكيف تصاعدت المناوشات فيه، كذلك كيف ترددت على الألسنة هذه الكلمات كل ذلك وأكثر سنتعرف عليه من خلال هذا المقال.
قصة حي الشيخ جراح
- تعالت الصيحات المدوية الرافضة لإخلاء الحي القديم والذي تحاول السلطات تمكين المستوطنين منه.
- على أُثر ذلك اندلعت مناوشات واعتقالات وانتهاكات بحق الفلسطينيين.
- امتدت المناوشات كل المدن الفلسطينية على إثر استخدام السلطات الإسرائيلية القوة المفرطة.
- تصارعت الأحداث واتخذت حيز عالمي بسبب اقتحام الجيش المسجد الأقصى ومطاردة الفلسطينيين.
- كان المستوطنين أدعوا أن الأرض والبيوت لهم نتج ذلك عن شراء الأراضي بشكل قانوني من جمعيات استيطانية.
- وبين رفض الفلسطينيين تسليم المنازل نتجت مظاهرات فرقتها القوات بطريقة وحشية.
لماذا سمي الشيخ جراح بهذا الاسم؟
- خلال احتشاد المسلمين بقيادة صلاح الدين الأيوبي لانتزاع القدس من براثن المحتلين، كان هناك طبيب مخصص لصلاح الدين.
- هذا الطبيب يدعى حسام الدين بن شرف الدين عيسى الجراحي، لذا يحمل المكان قدسية الفاتح الذي خلصهم من ظلم الصليبين، وعاش الطبيب في هذا الحي ومات ودفن فيه وتم إقامة ضريح له أيضًا.
- وتم تأسيس الحي بعد اتفاق الحكومة الأردنية ( التي كانت تدير الأراضي الفلسطينية أثر خروج الاحتلال البريطاني من مدنها)، بينها وبين منظمة الأونروا، وظل الحي يحمل 28 أسرة فلسطينية مهجرة من عام 1948.
- ولكن بعد احتلال القدس ومدنها وأحيائها في 1967 نال الحي نصيبه من النكبة.
- أشهر عائلات حي الشيخ جراح هو عائلة الأديب الكبير إسعاف النشاشيبي، وقد عاش أجداده في هذا الحي في قصر كبير موجود هناك حتى الآن.
موقع حي الشيخ جراح
يقع الحي في شرق القدس وإن كان خارج الأسوار، وهو ضمن النطاق المحدد لقرى ومدن القدس الشرقية، في محاولات مستميتة لاحتلال الحي من خلال الكيان الصهيوني لأهميته الاستراتيجية في ربط شرق وغرب القدس.
- لم يستطع أن يستولي على الحي إلا عند نكبة 1963 بعدها ذاق الأهالي الأمرين، حيث عمد الاحتلال على زرع اليهود داخل الحي.
- كما ضيق على بعض العائلات وقام بتهجيرهم من منازلهم، كذلك ضيق عليهم يتسليط المستوطنين على العرب.
- كذلك يصل الضيق أوجه وقت الأعياد اليهودية، كاميرات مراقبة منتشرة في أرجاء الحي.
- بالإضافة إلى الأوامر القصرية التي تقوم بسجن الأهالي داخل الحي.
- وتعنتت السلطات في المحاكم الصهيونية في منح الأهالي العقود التي تثبت أحقيتهم في البقاء في هذه الأراضي.
- وقضت المحاكم بهتانًا وعدوان لجمعيات استيطانية بأحقية الأرض وهدم البيوت حتى يتم بناء مستوطنة جديدة.
- في إطار مساعي إسرائيل الحثيثة في فصل الأحياء المقدسية بزرع المستوطنات اليهودية.
هل تعرف من هو: يوسف بن تاشفين و حي الفيحاء
تفنيد دعوة اليهود
فيما يخص استناد اليهود في توثيق الأراضي، قيل أن في عام 1880 يوسف بن رحاميم اليهودي الهارب من الاضطهاد في أوروبا.
- كما أنه استغاث بكرم الجاعوني المقدسي والقاطن بحي الشيخ جراح.
- كما قام المقدسي بمنحه قطعة من الأرض مستأجرة ( كان الخليفة العثماني السلطان عبد الحميد قد منع امتلاك اليهود للأراضي) مدة الإيجار لـ 90 عام.
- وبموجب سعي الجمعيات الاستيطانية نجحت بمساعدة القضاء المزور والمدلس في توثيق الأراضي.
- ورفضت أي أوراق أو مستندات تدل على أحقية الفلسطينيين للحي.
- وفي كل عام تحاول السلطات تهجير العائلات بالقوة الجبرية وهدم البيوت، في محاولة لتمهيد الأرض لبناء المستوطنة الجديدة.
- وفي نظر القانون أصبحت العائلات الفلسطينية مجرد مستأجرين لأرض اليهود، وهذا نتاج أن يكون الخصم والحكم هما نفس الجهة.
- زد على ذلك أن يكونوا بالأصل مدلسين.
- نقطة أخرى زادت الطين بلة، هو قيام أهالي الحي بتوكيل محامي لإثبات حق الفلسطينيين في تلك الأراضي.
- ولكن باع المحامي موكليه وشهد زورًا أن الأرض لليهود.
- تم تهجير عدد من الأهالي في هذا الحي، في عام 2008 تم تهجير عائلة الكرد، وفي العام الذي يليه تم تهجير عائلة حنون وغاوي.
كيف اشتعلت الأحداث هناك الآن؟
على الرغم من كون المناوشات قديمة، والنزاع قائم من عقود، إلا أن الشرطة والجيش الإسرائيلي عاود تهجير العائلات الباقية.
- ويذكر أن التهجير لصالح لمستوطنين أدعوا أنهم يملكون صكوك عقارات من الجمعية المالكة بزعمهم.
- والحال أن الكريم لا يتخلى عن عرضه وأرضه مهما كانت قوة وعتاد العدو، وحتى إن فشل في اقتناص حقه.
- فيكفيه فخرًا أنه لم يستسلم، ولم يترك لعدوه الأرض ممهدة لبناء أحلامه.
- إن ضحك المظلوم فقد أفقد الظالم لذة انتصاره، هذا ما يفعله الفلسطينيين.
- لا زالوا بشموخ يعيشون تفاصيل أيامهم، يتزوجون ويعمرون بشجاعة وثبات يحسدوا عليهم.
- لقد ناضل الفلسطينيين أيما نضال حتى صار الوشاح الفلسطيني هو عنوان النضال، وهذه كلمات النشيد الوطني الفلسطيني يتغنى بها الأحرار في كل بقاع العالم.