آثار صديق السوء على سلوك الفرد وكيف ينعكس ذلك سلبا على المجتمع يعد صديق السوء بمثابة أرواح شيطانية، متجسدة في جسد إنسان، يسعي متخبطاً لتدمير كل ما هو جميل حوله، يعشق الأذية، مقتحماً حياة أقرب أصدقائه، ويبدأ في بث سمه القاتل الساحق
حيث أنه يطغي بكل مفاسده لتحويل حياتهم إلي جحيم، ويفسد حياتهم، وقلبها رأساً على عقب، واليوم سنعرض إليكم آثر الصديق السوء على أصدقاؤه في المدرسة وكيفية التفريق بين الصديق الصالح ذو السمعة والخُلق الطيب، وصديق السوء.
أصدقاء السوء في القرآن
يعتبر أصدقاء السوء أسوء من ألف عدو، حيث أنه بمثابة العدو الخفي، في بث سموم الفساد والهلاك، المدمر الأول لمن يجاوره ويصاحبه، ويتخذ منه خليلاً ورفيق درب، من يأتي حياة أصدقاؤه مقتحماً ما بين الخراب وإفساد القيم والأخلاق، التي سعي وتعب الآباء على ترسيخها في شخصيات أبناؤهم
فقد جاء القرآن الكريم في آياته الكريمة مبيناً حجم الفساد الذي يرتكبه صديق السوء وآثره على الفرد والمجتمع، لقول الله تعالي”وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا”.
صفات صديق السوء
الصداقة أجمل وأسمي معاني الحياة، فالصديق الحقيقي الصالح التقي، بمثابة النعمة وشربك الحياة، التي يوهبها الله لنا في هذا الزمان، حيث يجب الحرص كل الحرص عند اختيار الأصدقاء، وعدم توطيد العلاقة، إلا بعد التأكد أنه الإختيار الصواب
حيث يجب الإبتعاد عن أصدقاء ورفقاء السوء، وتجنب الإقتراب من رفقتهم، وشق طريقاً بعيداً عن دروبهم، في حين آن الصديق مرآة لأصدقائه، والصديق ساحب، وهناك بعضاً من الصفات التي تبوح وتكشف لنا، مكامن وصفات أصدقاء السوء
تتمثل في، إقتباس مشاعر الغرور، وأنه الأفضل من الجميع، دائماً أرائه صائبة، والجميع هم من يخطئون، يتصف في بخل المشاعر، يغلب على أحاديثه وكلامه طابع الكذب والرياء، سيئ السمعة، إستغلال أصدقاؤه في إتمام مصالحه الشخصية الدنيوية، عدم الولاء لأصدقائه، الإستغناء عن أصدقاءه في أوقات الحرجة والصعبة.
أصدقاء السوء في المدرسة
تعد المدرسة أكبر وأضخم صرح، يضم الآلاف من الطلاب بداخلها، فمنهم الصالح الناشئ على أصول وقيم بيته الإسلامية الأصلية، ومنهم السئ الذي يغوص محاولاً لتفشى أخلاقه الرديئة السيئة، على من حوله من رفقاء داخل المدرسة، مغروراً بنفسه، وباعتقاده بتصرفاته الخارجة عن القيم أنه ذو شخصية قوية
فيسعي متمرداً ما بين صديق وصديق آخر يبدأ بث سمومه القاتلة الفتاكة، محاولاً التقرب لأقرانه داخل الحجرة الصفية، ملهياً لهم عن دروسهم، وأداء واجباتهم المدرسة، ويحرض أصدقائه على مشاركته اللهو والعبث ، و التدخين وشرب المخدرات والكحول، مما يؤثر على حياتهم بشكل كبير، والإنجرار ورائه، وقد يؤدي إلي تدمير مجتمع بأكمله.
الفرق بين الصديق الصالح والصديق السوء
الصديق مرآه صديقه، يشاركه معظم أوقاته، فيأ فراحه وأحزانه، وكاتم لأسراره، حيث يجب الحرص التام عند إختيار الصديق، لإستمرار مسييرة الدرب برفقته، وأن يكون هدف الصداقة السمو بالنفس، وأن لا تكون مبنية على المصالح الشخصية، وهناك الكثير من الصفات التي يتحلي بها الصديق الصالح من حيث الفروقات بينما بتفوق فيها الصديق الصالح عن الصديق السوء، وتتمثل تلك الفروقات في:
- الصديق الصالح همه فرح وسعادة صديقه، بينما صديق السوء يلهث وراء مصالحه، ولا يهمه مشاعر الآخرين.
- الصديق الصالح تُكسب صداقته بمواقفة الأصيلة والفضيلة، بينما صديق السوء، هو من يقتحم حياة الأصدقاء، متوغلاً عبثاً وخراباً.
- الصّديق الصالح كاتم أسرار أصدقاؤه، ساتر عيوبهم وزلاتهم، بينما صديق السوء، يطعن أصدقاؤه بطعنات الغيبات في غيابهم.
- الصديق الصالح الناصح الأمين الداعم، في لخظات الضعف وهيمنة النفس, بينما صديق السوء هو من يجر أصدقاؤه، للغرق معه في بحور الفساد الأخلاقي.
نصائح للابتعاد عن رفقاء السوء
ينصح الكثير من المرشدين النفسيين في المدرسة طلابها، بضرورة الابتعاد، عن مصادقة أصدقاء السوء بسبب سمعتهم الأخلاقية، وخوفاً من نقل تلك العادات الفاسدة للطلاب ذو السمعة الطيبة، حيث هناك الكثير من النصائح والطرق، التي تقدم من أجل عدم الاختلاط برفقاء السوء أينما حلوا.
وننصح للابتعاد عن رفقاء السوء وتتمثل في التذكير بمدي تعب الوالدين في خلق وصقل شخصياتهم، وحبهم في رؤية أبناؤهم الأفضل، وأن يكون لديك رغبة داخلية، بعدم فعل أشياء محرمة تغضب الله، ومن ثم الوالدين، تجنب المكان الذي يتواجد به رفقاء السوء، ومنع النفس من الاختلاط والاقتراب، من أماكن تواجدهم، إختار صديق صالح يساعد في الخير كاتم للأسرار، يستحق ان تتخذه شريك حياة.
آثار صديق السوء على سلوك الفرد وكيف ينعكس ذلك سلبا على المجتمع، يجب الحرص وعدم التسرع في إختار الصديق، إلا بعد التأكد من سريرته الداخلية، وتجنب مخالطة رفقاء السوء، لما لهم من آثار خطيرة ساحقة، وعدم الانجرار وراء مكامن مفاسدهم، حفاظاً على النفس من الهلال وحياة الظلمات.