متى تقفل ابواب التوبه، خلقنا الله تعالى على هذه الأرض لأجل اعمارها ونشر الصلاح فيها، الا ان بعض العباد أخذتهم مغريات الحياة وما بها من متاع حتى جعلتهم ينحرفوا عن الطريق الصحيح، بفعلهم للمعاصي والذنوب التي حذرنا من الانصياع لها عز وجل.
الا ان رحمة الله أوسع واكبر من جبروت عبد طغى وتكبر في أوامر ربه، اوجد باب التوبة لاستقبال العبد التائب المدرك لمعاصيه وذنوبه في رحمته من جديد، لكن هذا الباب له وقت وسيغلق في وجهك ما لم تتوب.
من الأوقات التي يغلق بها باب التوبة.. متى يقفل باب التوبه
يغلق باب التوبة لكل عبد عن الغرغرة ويقصد بها بلوغ الروح الحلقوم، وذلك مما جاء في حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- “ان الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر”، بينما في الدنيا يبقى بابها مفتوح حتى يأتي يوم طلوع الشمس من مغربها، ليأتي وقت لا ينفع النفس إلا ايمانها وعملها الصالح.
من هو الشخص الذي لا تقبل توبته
هو الشخص للذي عاين الموت وتحقق وقوعه به، لكن انت الذي لا تزال حيا بروحك ترزق لم يدركك الموت، تقبل توبتك وروحك التي ما زالت باقية في جسدك، لكن حاذر من عدوك الياس في حال أصابك، واقبل على خالقك بفعلك للطاعات واتبع طريق الصلاح، حيث ان التائب عن الذنب كمن لا ذنب له، واياك والقنوط من رحمة الله.
ما هي علامات قبول التوبة من الله
من هذه العلامات ان يسير العبد على طريق الهدى والحق والمنهج السليم، فهذا يدل ان الله تعالى وفق عبده وأجاب له، أي الوقت الذي تاب فيه الى الله واتبع الحق والخير، فتلك احد علامات التوفيق، لكن ان لم يستجيب له الله ولم يلهمه طريق الحق والرشد وابقاه على ما هو عليه، انه لم يقبل منه توبته.
هل يمكن ان يغفر الله الزنا
في حال تاب العبد الزاني الى ربه خوفا من عقابه ووعيده، ولا تقبل أي توبة يتفوه بها العبد، بل يجب ان تكون توبته توبة صادقة، تبدا بالابتعاد عن فعله المشين هذا وندمه على ذلك الفعل، حينها يفتح الله لعبده أبواب توبته فانه يقبل توبة عبد نادم ليغفر له، وجاء في ذلك قول الله تعالى “قل يا عبادي الذين أسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا”.
كيف انسى الذنب بعد التوبة
اذا غلب الشخص ذنبه ليتذكره كل وقت وحين، ما له فعل الا ان يجدد توبته بالاستغفار والاعمال الصالحة، ويوجد عدد من الأمور التي يجب اتباعها في حال أراد العبد حقا نسيان معصيته، كالابتعاد عن المكان الذي حدثت فيه او هي فيه، صحبة الأشخاص الصالحة تصلح الشخص وتشغله، وفعل الطاعات فنفس الفرد ان لم تشغل بالطاعات ستتمكن منك وتشغلك بالمعاصي.
هل يحاسب الانسان على الذنوب التي تاب عنها
اذا عاد العبد الى ربه تائبا توبة نصوحة فله ان يبشر بالخير، وليتأكد ان رحمة الله واسعة ولم ولن يحاسبه على شيء قد تاب عنه ولم يعد له مطلقا، وفي توبتك النصوحة تلك سيبدل ربك سيئاتك بحسنات، حيث قال جل وعلا “الا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما” فالشخص الذي صدق في توبته غفر له ذلك.
هل الله يحب التوابين
عدل الله يضع كل عبد من عباده في مكانه الصحيح التي تليق به، فكل انسان يختلف عن الآخر في أحوالهم، والله عز وجل يحب عباده المقسطين والمتطهرين والتوابين والمحسنين، ويبغض عباده الخائنين والظالمين والمعتدين والمستكبرين، وكل ذلك بخلاف عباده الكافرين.
هل الله يقبل كل التوبات
اجل ان الله تعالى يقبل توبة عبده في كل مرة، حتى لو عاد مرارا وتكرارا ومن ثم تاب فالله يقبلها، فالعبد مهما اذنب وفعل من معاصي عليه ان يرجع لخالقه تائبا له في كل مرة ومرة، لعل رزحه تصعد لبارئها وهو تائب عنه، اذ جاء في القول ان الله يقبل توبة عبده ما لم يغرغر، وهو الوقت الذي تصعد فيه الروح لله، وان الله يبسط بيده في الليل حتى يتوب العبد الذي اساء في النهار.
آيات وأحاديث عن التوبة
لله تعالى تسعة وتسعين اسم من احصاها دخل الجنة، ومن تلك الأسماء التواب، الذي يقبل برضاه عن عبده بقبول توبته، أولئك المتضرعين المستغفرين طالبين رحمته جل وعلا لما ارتكبوا من معاصي وذنوب، ولرحمة الله التي وسعت السموات والأرض فان باب توبته مفتوح لكافة عباده، ليتقبل توبتهم ما لم يغلق بابه.
- قال تعالى “يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم”.
- قال تعالى “إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات”.
- قَال الرسول -صلى الله عليه وسلم- “والذي نفسي بيده، لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله، فيغفر لهم”.
- قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- “ان الله يبسط يده بالليل، ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار، ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها”.
متى تقفل ابواب التوبه، يبقى باب التوبة مفتوح للعبد ما لم تصعد روحه الى بارئها اي الى وقت الغرغرة، ليبقى باب التوبة مفتوح في الدنيا الى يوم شروق الشمس من المغرب، لينفع كل انسان عمله فقط.