شرح حديث صحيح عن اللعن والطرد من رحمة الله، هناك الكثير من الأحاديث النبوية التي وردت في كتب السنة النبوية، والتي رواها العديد من الصحابة رصي الله عنها على لسان رسول الله صلة الله عليه وسلم.
وفي ذلك أحاديث الطرد واللعن، التي نهانا فيها رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام عن التلاعن والدعاء بالطرد من رحمة الله، وما إلى ذلك، وفي هذا السياق سوف نتحدث عن شرح حديث صحيح عن اللعن والطرد من رحمة الله.
حديث اللعن طرد من رحمة الله
إن الله حرم على عباده السب واللعن والطرد من رحمة الله عز وجل، كما ونهانا رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم عن اللعن، وقد جاء في كتب الحديث الشريف حديث عن اللعن والطرد من رحمة الله، وجاء فيه ما يلي:
عن أبي الدرداء رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
“إن العبد إذا لعن شيئا صعدت اللعنة إلى السماء، فتغلق أبواب السماء دونها، ثم تهبط إلى الأرض فتُغلق أبوابُها دونها، ثم تأخذ يمينا وشمالا، فإذا لم تجد مساغاً رجعت إلى الذي لعن فإن كان لذلك أهلاً، وإلا رجعت إلى قائلها”.
شرح حديث صحيح عن اللعن والطرد من رحمة الله
وضح الكثير من أهل العلم والفقهاء شرح الحديث الصحيح عن اللعن، حيث تم توضيح المعاني والمفردات الواردة فيه، وفيما يلي سوف نتناول شرح هذا الحديث بالتفصيل، وهو على النحو التالي:
- جاء في شرح ابن عثيمين أن هذا الحديث يتضمن وعيد شديد على من يقوم بلعن أخيه المسلم، وهو لا يستحق اللعن.
- صعدت اللعنة إلى السماء: حيث أن اللعنة ترتفع عالياً إلى السماء، فتغلق أبوابها.
- ثم تهبط إلى الأرض فتُغلق أبوابُها دونها: وتنزل هذه اللعنة إلى الأرض.
- ومعنى “ثم تأخذ يمينا وشمالا”: أي تتحول في اليمين والشمال.
- فإذا لم تجد مساغاً رجعت إلى الذي لعن فإن كان لذلك أهلاً، وإلا رجعت إلى قائلها: ثم ترجع في النهاية إلى قائلها إذا لم يكن الملعون أهلا لها.
عقوبة اللعن في الدنيا والآخرة
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “ليس المؤمن بالطّعّان، ولا اللّعّان، ولا الفاحش، ولا البذيء”، وهنا يقر نبينا الكريم بصفة من أهم صفات المؤمن، وهي أنه ليس بلعان، أي لا يلعن أخوه المسلم، ومن يخالف هذه الصفة ينال العقوبات التالية:
- لا يكون اللعان شفيعاً يوم القيامة.
- أيضاً محرم على اللعان أن يصل مرتبة الصديقين والشهداء.
- اللعان إيمانه مجروح وناقص.
- تتحول اللعنة التي تلفظ بها وتعود إليه.
- اللعن من الكبائر
حكم اللعن وعقوبته
وردت في بعض الكتب الفقهية ترجمة وأحكام للكثير من المسائل، التي تحتاج إلى إصدار أحكاماً شرعية، ومنها مسألة اللعن وعقوبته، والتي ورد في حكمها ما يلي:
- يعتبر اللعن من الأمور المحرمة في الشرع الإسلامي، والتي أكدت السنة النبوية على تحريمها شكلاً ومضموناً.
- فاللعن هو طرد المسلم من رحمة الله، وقد لا يكون أهلاً لذلك.
- أيضاً لا يجوز لعن الحيوانات والريح والموت والدنيا.
- كما جاء النهي عن لعن العاصي والمذنب.
علامات الطرد من رحمة الله
جعل الله اللعن والطرد من رحمته من أعظم العقوبات، التي يعاقب بها كل مذنب يرتكب الكبائر، ويوجد الكثير من العلامات والأسباب، التي يستحق المرء الطرد عليها من رحمة الله عز وجل، ومنها:
- لعن الوالدين.
- والذبح لغير الله.
- آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه.
- الواشمات والمتوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله.
- من اتخذ شيئاً فيه الروح غرضاً، أي جعلوه هدف وهو حي، يصوبون باتجاهه.
- الكي والوسم في الوجه.
- المحل والمحلل له.
- زوارات القبور.
اللعن لا تقبل صلاته
وردت في السنة النبوية بعض الذنوب التي لا تقبل صلاة مرتكبها لمدة أربعين يوم، وهي: شرب الخمر، ومن يأتي للعرافين وغيرهم، أما اللعن لم يرد مع الذنوب التي لا تقبل فيها الصلاة، فقد قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: “من لعن مؤمناً فهو كقتله”.
حديث عن اللعن صحيح
وردت في الصحاح من كتب الحديث العديد من الأحاديث، التي تتحدث عن اللعن والطرد من رحمة الله، ومن هذه الأحاديث ما جاء في سب الوالدين ولعنها، والتي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم:
- “إن من الكبائر أن يلعن الرجل والديه، قيل يا رسول الله: وكيف يلعن الرجل والديه؟ قال: يسب الرجل أبا الرجل، فيسب أباه، ويسب أمه”.
- “وعن جرموز الهجيمي رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله! أوصني قال صلى الله عليه وسلم:” أوصيك أن لا تكون لعانا”.
- ورد عن سمرة بن جندب رضي الله عنه، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” لا تلاعنوا بلعنة الله، ولا بغضبه، ولا بالنار”.
- وعن أبي الدرداء رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “إن اللعانين لا يكونون شهداء ولا شفعاء يوم القيامة”.
آية عن تحريم اللعن
اللعن في الإسلام جاء بمعنى الطرد من رحمة الله، وقد جعل الله اللعن غقوبة للذين كفروا وللمنافقين ولغيرهم من الذين يستحقون اللعن، وقد جاءت الكثير من الآيات القرآنية في اللعن، وهي:
- “إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار اولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين”.
- “فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين”.
- “لعن الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» وأنه «لعن المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال”.
- “فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين”.
ورد في شرح حديث صحيح عن اللعن والطرد من رحمة الله، أن اللعنة تتحول في السماء والأرض، وتتحول في اليمين والشمال، وتعود إلى صاحبه.