ما هي ليلة الإسراء والمعراج، يحيي المسلمين ليلة الإسراء والمعراج كل عام في اليوم السابع والعشرين من شهر رجب المعظم، وتفصلنا أيام قليلة عن هذه الذكرى الدينية العظيمة، والتي تعد من أكبر المعجزات، وأعظم الدلالات الحسية التي حدثت مع الرسول صلى الله عليه وسلم، فهي الليلة التي أُسري بها نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرم إلى المسجد الأقصى، ثم عُرج به إلى السموات العلا، ومن خلال مقالنا سوف نجيب على سؤال ما هي ليلة الإسراء والمعراج
ما هي ليلة الإسراء والمعراج
حدثت ليلة الإسراء والمعراج بحسب المتفق عليه، والمشهور من الروايات في اليوم السابع والعشرين من شهر رجب، عام 620م، في السنة الثانية عشرة من البعثة النبوية، فقد أسرى الله عز وجل بنبيه الأكرم من المسجد الحرام في مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى في القدس الشريف، على ظهر دابة تسمى البراق، وبرفقة جبريل عليه السلام، وبعد ان وصلا إلى المسجد الأقصى وصلى بالانبياء، عرج بهما إلى السماوات العلا، حتى وصل صلى الله عليه وسلم إلى سدرة المنتهى.
لقد وقعت حادثة الإسراء والمعراج بعد الاحداث المؤلمة التي حدثت مع الرسول صلى الله عليه وسلم، إذ توفي عمه ابوطالب، الذي كان يسانده، ويدفع عنه اذى قريش، كما توفيت زوجته ورفيقته، خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، فجاءت هذه الرحلة العظيمة لمواسته صلى الله عليه وسلم، ولتثبيت فؤاده، ولتكون أعظم معجزة حدثت في تاريخ البشرية منذ حدوثها إلى وقتنا هذ.
ما الحكمة من اختيار المسجد الأقصى ليكون مسرى النبي
كثير مايخطر هذا السؤال على بالنا كمسلمين لماذا لم تكن رحلة الإسراء والمعراج من مكة مباشرة؟ إن الحكمة من إسرائه صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المسجد الأقصى هي:
- الحكمة الأولى: لإظهار الحق على من يعاند، فلو عُرج به من مكة إلى السموات العلا لم يكن لمعاندة الأعداء سبيلاً للبيان والإيضاح.
- الحكمة الثانية: وهو ان القدس أقرب موضع من الأرض لباب السماء الدنيا فبالتالي يكون العروج عمودياً لا اعوجاج به. كما روي ان القدس هو بوابة السماء الدنيا وهو مصعد الملائكة.
- الحِكمة الثالثة: ليري الله نبيه القبلة التي يصلي إليها صخرة بيت المقدس.
- الحكمة الرابعة: لأن القدس هي مجمع أرواح الأنبياء فأراد الله عز وجل أن يشرفهم بزيارته صلى الله عليه وسلم لهم، ويشرفهم بالصلاة خلفه.
- الحكمة الخامسة: ان بلاد الشام هي ارض المحشر والمنشر فأراد الله عز وجل لنبيه ان يطأ بقدمه الشريف على هذه الأرض ليسهل على أمته أهوال المحشر.
- الحِكمة السادسة: ان المسجد الأقصى من المساجد التي لاتشد الرحال إلا إليها، ولبيان قدر المسجد الأقصى في الشريعة الإسلامية.
أحداث ليلة الإسراء والمعراج
نزل جبريل عليه السلام، على نبيَّ الله صلّى الله عليه وسلّم، مصطحباً معه دابة اسمها البراق، وقد حمل عليها النبي صلى الله عليه وسلم، وسرى به في جزء من الليل من المسجد الحرام بمكة إلى المسجد الأقصى، وهناك اجتمع النبيّ عليه السلام بأنبياء الله في المسجد الأقصى وصلى بهم إماماً، ثمّ عرج النبيّ صلى الله عليه وسلم برفقة جبريل إلى السماوات، وكانا عليهما السلام يستفتحان كلّ سماءٍ يمران بها فيُؤذَن لهما، فيسلّمان على من فيها من أنبياء الله، فسلّم صلّى الله عليه وسلّم، في السماء الأولى على آدم عليه السلام، ثمّ على عيسى ويحيى، ثم سلم على يوسُف عليهم السلام، ثمّ وصل للسماء الرابعة فسلم على نبي الله إدريس، ثمّ على هارون في السماء الخامسة، ثم سلم على موسى عليه السلام في السماء السادسة، وفي السابعة سلّم على نبي الله إبراهيم عليه السلام.
ثمّ ارتقى بالنبي صلّى الله عليه وسلّم إلى مرتبةً، كانت الأعلى من كلّ ذلك إلى مكانة يسمع بها كل شيء حتى سمع صريف الأقلام تكتب في أقدار البشر في الصحف، وعندها فرض الله عز وجل على نبيه وأمته الصلاة، حيث فرضها في البداية خمسين صلاةً في اليوم والليلة، فأخذ صلى الله عليه وسلم يطلب من ربّه أن يُخفّف منها ليخفف على أمته حتى وصل بها لخمس صلواتٍ.
إلى هنا نكون قد وصلنا لنهاية موضوعنا ما هي ليلة الإسراء والمعراج، والذي تعرفنا خلاله عن أحداث هذه الرحلة العظيمة والمعجزة الالهية.